مرحبا بالزوارالكرام ستايل كندا موقع الكتروني يهتم بكل مايخص الشأن الكندي والتي تهم المقيم والمهاجر واللاجيء على الأراضي الكندية
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طرق النجاح. إظهار كافة الرسائل

لماذا لايجد اصحاب الشهادات العليا عمل في كندا؟

0 التعليقات




لماذا لايجد اصحاب الشهادات العليا عمل في كندا؟

أعداد : د.أبو بكر أدريس

هل صحيح أن أصحاب الشهادات العليا من مهندسين وأطباء وأساتذة جامعيون يجدون صعوبة في الحصول على وظائف في مجال تخصصهم في كندا ... هل المقولة أن كندا هي مقبرة لأصحاب الشهادات العليا دعونا نتعرف على كل ذالك في هذا الفيديو



Read More »

هل الحجاب يشكل عائقاً للمرأة المسلمة للعيش في كندا؟

0 التعليقات


بقلم : براءة زهران|كندا 
قبل مجيئي إلى كندا كان بمخيلتي مشهد مرعب ومخيف جدًّا، كنت أتوقع أنني لن أستطيع العيش والتأقلم على الحياة فيها، ليس بسبب اختلاف الثقافة واللغة، بل لأنني محجبة وحجابي رمز الإسلام الذي يعتبره الغرب دين الإرهاب. وكان الهاجس الوحيد الذي يجتاح مخيلتي كل يوم هو ذلك الخوف القادم من تساؤلات عدة طرحتها على نفسي مراراً وتكراراً.هل سيتقبلني الناس هناك وأنا أرتدي الحجاب؟ هل سيكلمونني أم سيخافون مني؟ كيف سأدرس وأحقق أحلامي وعلى رأسي ما يجعل الآخرين يحكمون عليّ من خلال صورة نمطية رسمها لهم الإعلام المضلل، هذه الأسئلة كثيراً ما حاولت أن أجد لها إجابات وسألت كل شخص ظننت أنه يعرف الإجابة لكن لم يسعفني أحد بها، حينها أيقنت أن التجربة ستكون الإجابة الوحيدة.
في الطريق إلى كندا وفي مطار هيثرو بالتحديد أوقفتني امرأة وأثنت على حجابي وأخبرتني أنه جميل جدًّا، لا أستطيع أن أصف كم أراحتني وأثلجت صدري كلماتها، وشحنت ثقتي بنفسي وبحجابي وأعطتني دافعاً ايجابيًّا أمدني بالراحة والطمأنينة. في الأيام الأولى لي في كندا بدأ الخوف يتسرب من قلبي رويدا رويدا، فلم أشعر أن الحجاب يسبب لي أي مشكلة بل بالعكس كان شيئاً يميزني عن باقي الناس، فكثيراً ما سمعت إطراءات من أشخاص عبروا لي عن مدى جمال الحجاب، وهو ما جعلني سعيدة جدًّا لأني بصورة غير مقصودة أنقل لهم كيف أن الحجاب لا يجعل المرآة قبيحة أو مخيفة.
الكنديون بشكل عام من أكثر الشعوب المحبين الذين قابلتهم في حياتي، فهم طيبون جدًّا، دائماً مبتسمون، ليسوا عنصريين، لم أجد قط مشكلة بالعيش معهم، كثيرة هي المرات التي كنت أمشي فيها بالطريق ليوقفني شخص كندي بابتسامة عريضة ويسلم عليّ بتحية الإسلام “السلام عليكم”، ولا أنكر أنه بعد أحداث باريس واتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب قام بعض من المتطرفين بإيذاء مجموعة من المسلمات في عدة مدن كندية، لكن بالنسبة لي شخصيًّا لم ألاحظ أي تغيير في تعامل الكنديين معي أو مع المسلمات، بل بالعكس أصبحت ألاحظ بعد هذه الأحداث كيف أن الكنديين الذين أقابلهم بات لهم جليًّا بُعد المسلمين عن الإرهاب وأن الإسلام ليس له علاقة بالجماعات الإرهابية التي لا دين لها وأننا نبغض الإرهاب كما يبغضونه.الآن بعد مرور حوالي أربع سنوات لي على العيش في كندا، أيقنت أن الحجاب ما هو إلا مبدأ من مبادئ حياتي، فأنا اخترته عن ثقة وحب، ولقد ارتديته قبل بلوغي ١٢ عاماً، فكيف لي أن لا أدافع عن حجابي وعن حقي في ارتدائه، وكيف لي أن أخجل منه وأتوقع أنه سيكون سبب فشلي، فأنا بعد هذه الأربع سنوات أصبحت على قناعة تامة أن الحجاب يزيد من نجاجي ولا ينقصه، وأن إيماني بمبادئي وثقتي بأفعالي تجعل الآخرين يتقبلونها ويعجبون بها ويحبونها، سواء كانت شائعة لديهم أم لا.
وأنا الآن أجلس على مقاعد الدراسة مع الكنديين أشاركهم نفس الحقوق ولا أشعر بأي تمييز أو عنصرية بل يعاملونني بكل لطف ومحبة وتعاون واهتمام. والنجاح برأيي ليس فقط النجاح الفردي في حياه الفرد الشخصية والعمليه، بل هو أعمق وأكبر من ذلك بكثير؛ هو النجاح الذي تخدم فيه مجتمعك ودينك، ولقد أضاف لي الحجاب أهدافاً أخرى أسمى وأرقى، غَدَتْ أهم ما أود تحقيقه في هذه الحياة ونجاحي يكون بتحقيقها.ولا شك أن الحجاب يشكل مسؤولية كبيرة على عاتق المسلمات في الغرب، فالحجاب هو رمز الإسلام وهو بصورة أخرى رسالة يتم نقلها إلى الآخرين فحواها الأخلاق الإسلامية والصورة الحقيقية للإسلام لا الصورة المغلوطة، أذكر منذ مدة ليست ببعيدة أخبرتني كندية أنها عندما ترى امرأة محجبة أول ما يحضر إلى ذهنها هو البياض والنقاء والطهارة والبعد عن الخطيئة. وهذا ما جعلني أزيد من قناعتي أن نسبة جيدة من الغرب المتعلمين يفهمون الدين الإسلامي جيداً ويعلمون براءتنا وبعدنا عن الإرهاب، والحجاب مسؤولية على عاتق المحجبة خصيصاً، لأن حجابها يخبر بأنها مسلمة، فعلى سبيل المثال عندما يذهب زوجي إلى العمل يوميًّا لا أحد يستطيع أن يعرف أنه مسلم، وهذا يعطيه حرية التصرف فهو إنْ تصرف تصرفاً خاطئاً، فلن ينسب إلى الإسلام؛ بينما إذا ذهبتُ أنا معه فالكل سيعرف أنه مسلم، وهو ما يجعلنا دائماً نراقب تصرفاتنا جيداً كي لا نشوِّه نظرة الناس للمسلمين ولو بتصرف صغير.
أكتب اليوم لأُطَمْئِنَ كل فتاة تريد القدوم إلى كندا، وهي خائفة من أن يشكل الحجاب عائقاً لها في سبيل العيش وتحقيق أحلامها، أقول لها ثقي بحجابك وتغلبي على خوفك وكوني صاحبة مبدأ، فالغرب يحترم أصحاب المبادئ ويقدرهم، وإذا كان النجاح هو هدفك فستنجحين رغم أنف الجميع فلا تضعي الحجاب حاجزاً في سبيل تحقيق أحلامك بل اجعليه حافزاً لك، وأثبتي للجميع أن المرأة المحجبة تستطيع أن تكون ما تريد وتصل إلى ما تطمح.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


Read More »

كندا ... قد تكون فرصتك للتغيير

0 التعليقات


من المفاهيم المغلوطة عن كندا أنها دولة تعمل كمؤسسة خيرية، همُّها فقط مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف ونشر الخير بالمجان ومن دون مقابل، وهذا الإعتقاد الخاطئ قاد بعض المهاجرين إلى التقلب بين ثنايا الفشل فيها، فكندا ليست كذلك، وعلى الرغم من أنها دولة رأسمالية إلاَّ أنها أيضاً تتبنى مبادئ إشتراكية، فهي تطبق مقولة "فلاديمير لينين" الماركسي قائد الثورة البلشفية: (من لا يعمل لا يأكل)، فهي ليست جمعية خيرية، إنما شركة ذات مسؤولية محدودة (ذ.م.م.) يملك كل مواطن فيها سهم يَحِق له بموجبه الإستفادة من مُقدَّرات الدولة تحت إدارة رئيس الوزراء الذي يلعب دور المدير التنفيذي (CEO) للشركة، فأنت كمواطن كندي يجب عليك أن تعمل وتكدح وتدفع الضرائب حتى يَحق لك الإستفادة من خيرات البلاد، وقد أقر الدستور الكندي صراحة بهذا الأمر، وقام بتحديد مسؤوليات المواطنة وذكر منها:
من قيم المواطنة الكندية المهمة، أن يَتحَمُّل الفرد مسؤوليته الخاصة ومسؤولية عائلته من خلال الحصول على وظيفة للإنفاق عليها، والعمل الجاد للمحافظة عليها مُوحَّدة، فالعمل يُساهم في حفظ الكرامة الشخصية وإحترام الذات وإزدهار كندا.
فإدارك حقيقة أنَّ كندا ليست جنة المأوى أو فندق خمس نجوم ... مهم جداً لإدراك النجاح فيها، فإياك أن تعتمد في هجرتك على معونات الحكومة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، لأنها ستُلبسك ثوب الذل وأنت مفجوع، وستقضي على أي كرامة لك فيها وتُبقيك مقموعاً، فأولئك الذين أضاعوا حياتهم من دون عمل وكانوا يعتاشون من المساعدات الحكومية التي لا تكفي حتى أجرة المنزل، عندما تقدم بهم العمر تفاجئوا أنه ليس لهم أي راتب تقاعدي من الدولة، لأنهم لم يعملوا في شبابهم ولم يدفعوا الضرائب ولم يُساهموا في بناء إقتصاد البلاد، فَلَفظهم النظام وتركهم على هامش المجتمع ينامون في العراء ليس لهم أي قيمة، فحتى تستفيد من خيرات البلاد ... يجب عليك أن تعمل أولاً.
كندا دولة مسؤولة تأسست على مبدأ المساهمة والتكافل المجتمعي، فالجميع يمكنه الإستفادة من خيرات البلاد وفقاً للدستور الذي يحترم المواطن ويكفل له العيش الكريم، وهذا النظام أفضل بمليون سنة ضوئية من أنظمة العالم الثالث التي تبنت نظاماً إقطاعياً يعتمد على صاحب المزرعة الذي إستأثر لنفسه وأسرته بثروات البلاد وخيراتها، وبعدها سمح لشعبه بالإستيطان في ملكيته كرماً منه ومن عائلته المالكة.
كندا مدركة أنه إن كانت تريد لرؤيتها أن تنجح، فلابد للشعب من أن يعمل، وحتى يصبح هذا الأمر ممكناً، قامت الدولة بتصميم الكثير من البرامج التي تُسهل سبل الحصول على عمل، فلم تترك شعبها حيران يتقلب في الفقر، ومن تلك البرامج منح القروض الدراسية لتغطية نفقات كل من يريد الإلتحاق بالمقاعد الجامعية، وهذا البرنامج يُسمى في مقاطعة أونتاريو بـ (OSAP) والذي يعني (Ontario Student Assistance Program) أي (برنامج مساعدة طلبة أونتاريو) والذي تم تصميمه لجميع الفئات العمرية من دون تمييز.
لنفترض أنك درست علوم الهندسة بناءاً على رغبة أهلك ومحيطك المجتمعي، وعندما بلغت الـ ٣٥ من عمرك، إكتشفت أنك لا ترغب هذه المهنة وميولك في مجال آخر، ولا تملك من المال ما يكفيك للعودة إلى الجامعة، فيمكنك الإستفادة من هذا البرنامج لبدء حياة مهنية جديدة توافق قدراتك الفطرية، بدلاً من أن تبقى تقوم كل يوم بما لا ترغب به إلى أن تلقى الله سبحانه وتعالى.
الجميل أنه في كندا يمكنك تغيير مهنتك إن رغبت من دون عواقب تُذكر، والمجتمع المدني والمهني متأقلم على ذلك، وتعمل الحكومة مافي وسعها لتحقيق هذا الأمر ... بل وتُشجع عليه، لأنها تعتقد أنَّ هذا التغيير سيساعد في دفع عجلة الإقتصاد وإبقاء البلاد بعيدة عن أي ركود إقتصادي، وهذا خلاف العالم الثالث، فتغيير التخصص ليس مُرحَّباً به على الصعيد المهني، فعلى سبيل المثال إن كنت قد بلغت من العمر ٤٠ عاماً في حقل تكنولوجيا المعلومات، وبعدها قررت الإنتقال إلى علوم الإقتصاد، فلن تجد من يُرحب بك في مؤسسته، لأنهم يعتبرون أنه قد فاتك القطار، وعلى المستوى العائلي ستنهال عليك الإتهامات بأنك شخص مستهتر وغير مسؤول ولا تعي ما تقوم به، لأنك أضعت جهد أبويك الذين تكبدوا العناء لتأمين دراستك الجامعية، ووقتها ... ماذا ستكون ردة فعلك؟ على الأغلب أنك ستنصاع لصوت الأغلبية في المنظومة الإجتماعية التي تنتمي إليها وتستلم إلى الآبد!
طبعاً هذا الأمر خلاف حركة النجاح، فالعظماء الذين نقرأ عنهم اليوم في كتب التاريخ لم يبلغوا تلك العظمة إلاَّ عندما ساروا في اتجاه مغاير لمجتمعاتهم، وهذا المسير لم يكن إعتباطاً من أجل الشهرة كما يحدث اليوم، إنما كان وفقاً لقدراتهم الفطرية التي اكتشفوها متأخرين، وقرروا أن يستثمروها بدلاً من إضاعة ما بقي من أعمارهم فيما لا يرغبون، فعندما يعمل الإنسان في مجالات لا يرغبها، يعتريه الخمول والكسل وعدم الرغبة في الإستقياظ صباحاً للذهاب إلى العمل، أما الذين يقفزون من أسرَّتهم يهرولون إلى أعمالهم ... هم أولئك الذي اختاروا أعمالاً توافق قدراتهم الفطرية.
لكن يجب الإنتباه إلى حقيقة غاية في الأهمية عن طريقة عمل قوانين الرزق الكونية التي قدَّرها الله سبحانه وتعالى في الأرض بعدله ومشيئته، هذه الحقيقة فهمتها متأخراً عندما وصلت إلى كندا وبدأت بمطاردة رزقي، فقد أدركت أنَّ كل دولة على هذه الكرة الأرضية لها قوانين لتحصيل الرزق فيها، وقد تتشابه مع غيرها من الدول أو تختلف، وهذا يعني أنه ليست كل الأعمال في كندا تُدرُّ المال، وهذه القوانين لا تسري فقط في كندا ... بل في كل مكان على وجه الأرض.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تمتهن مهنة هندسة البترول في السعودية وكانت تُدرُّ عليك المال هناك، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنَّ هذه المهنة ستدر عليك المال في ألمانيا، وإذا كنت تتمتع بمال وفير في أمريكا لأنك عالم فضاء في وكالة الناسا، فهذا لا يعني أنَّ هذه المهنة ستدر عليك أي مال في مصر، بل قد تُصاب بالضيق والفقر هناك، فإذا أردت أن تعلم ما إذا كنت ستحصل على الإستقرار في كندا - والمال بلا شك هو بداية الإستقرار - فعليك أن تبحث عن قوانين الرزق فيها، وحاول أن تعلم ما هي المهن والأعمال التي تأتي بالمال هناك، وبعدها ستعلم إذا ما كانت مهنتك واحدة منها أم لا، وهذا جزء مهم من التخطيط الذي أشرت إليه في مقالي السابق (لماذا اخترت الهجرة إلى كندا؟).
فالذين لا يُحسنون البحث والتخطيط وفهم مجريات الواقع، لن يستفيدوا من برامج الحكومة الكندية ولن يعلموا للنجاح أي طريق، وهنالك الكثير من الكنديين الذين أخذوا قروضاً دراسية وغيروا تخصصاتهم، ولكنهم لم يُفلحوا في اختيار تخصص يأتي بالمال، فتكبدوا الديون وغرقوا في دوامة الفقر، فقد يكون من المفيد لك أن تغير تخصصك ... ولكن ضمن بحث منطقي يضمن بموجبه أنك في صعود وليس في هبوط.
التغيير ليس أمراً سهلاً لأنه ليس إعتيادياً، لكنه قد يكون سبيل النجاح الوحيد، فلن تستشعر قدرة الله في حياتك إلاَّ إذا أقدمت على أمور غير إعتيادية، فإذا بقيت تعيش حياتك بالطريقة النمطية المليئة بالخوف من أي خطوة تخطوها، لن تشعر بقدرة الله ولن تفهمها أبداً، وستبقى تقول ... لماذا الله لا يساعدني؟ لماذا أدعو الله ولا يستجيب لي؟
خالف الأعراف البشرية وتحرك بعكس التيار، ووقتها فقط ... سترى قدرة الله في حياتك!

منقول 

Read More »

هكذا بحثت عن عمل في كندا

0 التعليقات


أكثر الطرق شيوعاً في البحث عن عمل في كندا هو عن طريق شركات التوظيف (Recruiters)، وهي الطريقة المفضلة لأرباب الأعمال الذين يلجؤون لشركات التوظيف لإيجاد الموظف المناسب مقابل نسبة مالية تحصل عليها شركات التوظيف في حالة إيجاد ذلك الموظف، وهذه طريقة مريحة ومُربحة لكلا الطرفين، فالتوظيف في كندا يتطلب الكثير من الإجراءات للتأكد من أنه قد تم اختيار الموظف المناسب على الصعيد الثقافي والمهني، كإجراء المقابلات مع المُتقدم للوظيفة والتأكد من صحة معلوماته التي أوردها في سيرته الذاتية من خلال التواصل مع الشركات التي عمل بها سابقاً، والتأكد من حُسن سيرته وسلوكه من خلال اللجوء إلى شركات تحرٍّ خاصة والتي تقوم بالبحث عن تاريخه الأمني داخل كندا وخارجها ... وهكذا، وهذا عمل يحتاج إلى كثير من الجهد، لكن يتم إنجازه في غضون أسبوعين إلى أربعة كحد أقصى، فكلما كانت المعلومات التي تم إدراجها في السيرة الذاتية واضحة وصادقة، كلما تم التوظيف بشكل أسرع.
من الجدير بالذكر أنَّ هؤلاء العاملين في مجال التوظيف يُعرفون أيضاً بـ (Headhunter) أي صائدي الرؤوس، والمقصود هنا أنهم محترفون في إيجاد الموظف المناسب للشركة المناسبة في الوقت المناسب.
عندما علمت عن طريقة التوظيف هذه، أدركت أنَّ الطريق لإيجاد عمل في كندا يبدأ من شركات التوظيف، فكلما وسَّعت علاقاتك بهم وعملت على توطيدها، كلما زادت فرصتك في الحصول على وظيفة، وهذا ما قمت به بالضبط، وبدأت البحث في أهم المواقع المحترفة لبناء العلاقات مع تلك الشركات من خلال الإنترنت، وكلها شبكات تعمل بالمجان وعلى رأسها موقع "لينكدإن - LinkedIn" الشهير، فأنا من مستخدميه منذ تأسيسه يوم كنت أعمل في الشرق، لكن ليس للبحث عن عمل ... إنما لبناء العلاقات المهنية، لكن هذا الموقع في أمريكا الشمالية يُعتبر من أهم المواقع التي يمكن من خلالها الحصول على وظيفة، على الأقل في مجال "تكنولوجيا المعلومات" الذي أعمل فيه، وقد يختلف الأمر في مجالات أخرى كالطب مثلاً والتي تحتاج إلى التواصل مع المستشفيات بشكل مباشر، لكن ما أعلمه أنَّ هذا الموقع مشهور جداً حتى في مجالات أخرى غير تقنية المعلومات مثل المحاماة والمحاسبة والهندسة والترجمة وغير ذلك من التخصصات، والمحاولة إن لم تنفعك... فلن تضرك !
ما قمت به بالضبط هو البحث عن هؤلاء العاملين في مجال التوظيف من خلال كتابة كلمة (IT Recruiter) أو (IT Headhunter) في محرك بحث اللينكدإن، والـ (IT) ترمز إلى (Information Technology) أي أني أبحث عن شركات توظيف متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وبعد عرض نتائج البحث، أقوم بإرسال دعوة للعاملين في شركات توظيف مختلفة للتعارف، وأدعوهم لقبول دعوتي وإضافتي في شبكتهم من خلال كتابة رسالة قصيرة أشرح فيها ما أبحث عنه وأدعوهم للإطلاع على خبراتي التي أوردتها في ملفي الخاص (Profile) في اللينكدإن، وقد قمت في اليوم الأول بإرسال ما يُقارب الـ ٣٠٠ طلب تعارف، وفي الـ ٢٤ ساعة الأولى تم قبول دعوتي مما يقارب الـ ١٥٠ شخصاً، كما تلقيت أكثر من عشر رسائل بريدية وإتصالات هاتفية لإجراء مقابلة (Job Interview) في غضون الثلاث ساعات الأولى، وبعد مضي أسبوعين... حصلت على أول عمل لي في كندا، والحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات.
هنالك أيضاً شبكات أخرى لا تقل فائدة عن اللينكدإن مثل:
من المهم أن تعلم أنَّ كلاً من تلك الشبكات تشترط إنشاء ملفك الخاص بها (Profile)، أي أنك ستضطر إلى إعادة إنشاء حساب جديد لكل من تلك الشبكات، فالأمر مرهق في بدايته، ولكنه مريح بعد ذلك، فلا تجعل أمراً كهذا يُعيقك.
من الجدير بالذكر أنَّ نظام العمل في كندا يختلف عن العالم الثالث من حيث طبيعة التعاقد بين الشركة والموظف، فهنالك نوعان:
  • العقد الدائم (Permanent Contract): وهي الوظيفة الدائمة والمشهورة في العالم الثالث، والتي يأتي معها مزايا مثل راتب التقاعد (Pension) بعد الانتهاء من الخدمة، والتأمين الوظيفي (Employment Insurance) والذي يدفع للموظف ٦٠٪ من آخر راتب وصل إليه لمدة ١١ شهراً في حالة فقدان الوظيفة، شريطة أن يكون الفقدان قد حصل بعد ٦ أشهر من العمل وليس قبل ذلك، إضافة إلى تأمين صحي (Extended Health Insurance) والذي يشمل النظارات الطبية وعلاج الأسنان، وهذا النوع من التأمين لا يوفره التأمين الصحي الحكومي سوى لذوي الدخل المتدني، وقد تكون هنالك حوافز مالية سنوية ودورات تدريبية حسب ميزانية الشركة وأرباحها.
  • العقد المؤقت (Temporary Contracting): ويُسمى فيه الموظف (Contractor) أي أنَّ الموظف يعمل من خلال عقد مؤقت لتأدية مهمة محددة وليس موظفاً دائماً، ويتم ذلك من خلال الشركة التي تملكها أنت، فوظيفتي الأولى في كندا كانت عقداً مؤقتاً لتقديم إستشارات تقنية، فطُلب مني تأسيس شركة كندية لأقوم من خلالها بتوقيع عقد مع الشركة التي تنوي توظيفي، ومدة العقود المؤقتة غالباً ما تتراوح بين ٦ أشهر إلى ٤ سنين... حسب حاجة العميل لخدماتك، وميزة التعاقد المؤقت أنه مربح جداً والضرائب المُترتبة عليه أقل مقارنة مع ضرائب الوظيفة الدائمة، ومن محاسنه أيضاً أنَّ الشركة لا يمكنها أن تطلب من المتعاقد أن يعمل أي ساعة إضافية من دون مقابل، فكل ساعة لها حقها ويتم دفعها بالكامل، لكن من مساوئها أنك يجب عليك أن تتحمل مسؤولياتك بالكامل، فالشركة المُوَظِفَة لن توفر للمتعاقد أياً من المزايا التي تم ذكرها في الوظيفة الدائمة، وتأسيس شركة يتم في غضون ٢٤ ساعة وأنت جالس في بيتك من خلال الدخول إلى موقع الغرفة التجارية الكندية على الإنترنت لتسجيل شركة تجارية، فالأمر سهل وهيِّن.
هذا ما قمت به للبحث عن عمل في كندا، ومن المهم أنَّ أذكر أنه غالباً ما تبرد العلاقة بينك وبين شركات التوظيف بعد الحصول على الوظيفة، لكن ما قمت به أني بقيت محافظاً على تلك العلاقة من خلال التواصل معهم كل فترة، إما عن طريق الهاتف أو غداء عمل، فمفتاح العمل في كندا هو العلاقات كأي بلد في العالم، فلابد من أن تعمل دائماً على تطوير علاقاتك بتلك الشركات المتخصصة في مجالك، فأنت لا تعلم متى ستحتاجها وما مدى الفائدة التي يمكن أن تقدمها لك... فلا تستهن بها!.
منقول 

Read More »

كندا ... رحلة البحث عن عمل

0 التعليقات





عندما حصلت على تأشيرة الهجرة، لم تكن نيتي أن أهاجر فوراً، فقد فضَّلت التروي قليلاً إلى أن أستكشف البلاد وفرص العمل فيها، فقررت أنا وزوجتي أن نذهب في رحلة أوَّلية للقيام بما يُسمَّى الـ (Landing) وإنهاء إجراءات الهجرة والحصول على بطاقات الإقامة الدائمة، وبعدها نقرر إن كان الوضع مناسباً لنا أم لا، فمن فضل الله عليَّ أني لم أكن مُضطراً إلى الهجرة، فقد كان عملي في الخليج مُستقراً، إضافة إلى تمتعي بمواطنة أردنية كاملة، فلم يكن لدي ظروف قاهرة تدفعني لترك الشرق سوى خلق فرص جديدة تجعلني قادراً على الإرتقاء بنفسي وأسرتي، فأنا شخصياً لدي إعتقاد بأن الإنسان أهم من الأماكن والأوطان، وكل شيء فيه قد خُلِق لخدمته ... وليس العكس، فالوطن الذي لا يحتوي أبناءه و يُسخَّر موارده ليضمن لهم عيشاً كريماً ... هذا ليس بوطن، إنما سيف مسلول على رقاب الشعوب ليقصل آمالهم ويمنعهم حتى من الحلم بغدٍ أفضل، خصوصاً في هذه الظروف المريرة التي يمر بها الشرق، وطن يتحول إلى وثن ... وآخر تأكله نار الفتن، وبين هذا وذاك ... بات من الصعب الإقامة في مكان واحد دون مفاجآت قد تُدمِّر مستقبل أمَم بأكملها، حتى لو كان هذا المكان موطن الآباء والأجداد.
الرحلة الأولى كانت موفقة من جميع النواحي، فقد راقت لنا كندا، وأعجبنا التنوع العِرقي فيها، خصوصاً في مقاطعة أونتاريو كما ذكرت آنفاً في مقالاتي السابقة، والذي شجعني أكثر على حسم أمر الهجرة، أنَّ مجال عملي في "تكنولوجيا المعلومات" لا يحتاج إلى معادلة الشهادة الجامعية، ويمكنني الدخول في سوق العمل مباشرة، وخلال تلك الرحلة تواصلت مع شركات توظيف مختلفة (Recruiters) والذين بدورهم أكَّدوا لي أنه بمقدوري الحصول على عمل مباشرةً إن رغبت، فمجالي مطلوب ولا داعي للقلق، فاستخرت الله وحسمت أمري وقررت الإنتقال إلى كندا في العام الذي يليه، وبدأت بتخطيط الرحلة الثانية ... والأخيرة.
نسيت أن أذكر أنه قبل تواصلي مع شركات التوظيف، قمت بزيارة ما يُعرف بـ (Community Centre) وهو عبارة عن مركز يُقدم خدمات إجتماعية لأبناء الحي بما فيهم المهاجرين الجدد، ومن ضمن تلك الخدمات تسهيل البحث عن عمل، وكنت واهماً وقتها أنهم سيجدون لي عملاً، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك، فعندما قابلتهم أخبروني بأنهم لن يبحثوا لي عن عمل، لكن يمكنهم مساعدتي في بناء سيرتي الذاتية وإرشادي إلى طريق البحث عن عمل من خلال شبكات التوظيف على الإنترنت وهكذا، وكلها طبعاً خدمات كنت في غنى عنها، فلست حديث عهد بما يُقدِّمون، فشكرتهم ونسيت أمرهم.
عندما اقترب موعد الرحلة الثانية، بدأت قبلها بثلاث أشهر في التواصل مع شركات التوظيف، وأخبرتهم بموعد وصولي لإجراء مقابلات العمل، وأرسلت لهم سيرتي الذاتية (Resume/CV) والتي أعدت تصميمها وفقاً للمعايير الكندية والتي تختلف بعض الشيء عن المعايير الشرقية في عدد الصفحات وطريقة سرد الخبرات، وبالفعل ... بدأت أتلقى إتصالات لإجراء مقابلات عمل على الهاتف قبل وصولي إلى كندا.
على الرغم من أنَّ كندا لم تكن البلد الأول الذي أنتقل إليه خلال مسيرتي الحياتية، فقد سبقتها ثلاث دول في آسيا الغربية (الكويت، الأردن، والسعودية)، ودولة في أوروبا الشرقية (أوكرانيا)، إلاَّ أني كنت خائفاً من ذلك الإنتقال كأي بشر يخشى المجهول، فقد تبدو لك قصة هجرتي سهلة عندما تقرأ ما أكتبه اليوم، ولكن هذا لا يعني أني لم أعاني الإرهاق والتوتر من القلق والتفكير المستمر، فقد كنت على قناعة من أنَّ الإستقرار يبدأ من تأمين العمل وتحصيل المال، خصوصاً في بلد فاحش الغلاء مثل كندا، لذلك كنت أسعى بكل ما أوتيت من علم وخبرة إلى أن أبدو في أعلى درجات الإحتراف لأنافس في سوق العمل الكندي، فعلى الرغم من إمتلاكي - في ذلك الوقت - خبرة تفوق العشر سنوات، إلاَّ أني لم أكن واثقاً من أنَّ تلك الخبرة الآتية من العالم الثالث سيكون بمقدورها منافسة خبرات العالم الأول.
في العالم الثالث، تعتمد ثقافة العمل على إستهلاك الموظف تماماً وامتصاص دمه من خلال إقحامه في أعمال تعنيه ولا تعنيه، وأول عائق واجهني كان التخصص، الشيء الذي يتمتع به الموظف الكندي مقارنة مع المهاجر العربي، فسياسة إستهلاك الموظف في العالم الأول موجودة ولكن ضمن حدود تخصصه، فلا يُطلب منه مهام خارج إطاره الوظيفي خلافاً لما يحدث في الوطن العربي، فعلى سبيل المثال، عملت خلال مسيرتي المهنية في الشرق في أكثر من مهنة ضمن سوق تكنولوجيا المعلومات، فتنقلت بين "برمجة النُظُم" و "إدارتها" و "هندستها" و "تحليلها" و "إدارة المشاريع" و "التسويق والمبيعات" وكلٌ مما ذكرت مهنة بحد ذاتها، وفي بعض المراحل كنت أعمل تلك المهن مجتمعة حسب حاجة الشركة، وهذا شيء مُرهق بكل تأكيد، ولا أنسى ردة فعل الذين كنت أقابلهم عندما كانوا يقرؤون سيرتي الذاتية، كانوا يتساءلون إن كنت فعلاً قد عملت في كل تلك المهن، وكانوا في نهاية اللقاء يسألونني:
حسين ... الأمر اختلط علينا، ما هي المهنة التي تنوي العمل بها حتى نستطيع مساعدتك؟ لأنك بهذه الطريقة لن تحصل على عمل في كندا !!
ونصحوني بأن أختار مهنة أو إثنتين على الأكثر، وأجعلهم محور بحثي، وهذا ما كان، والنتيجة كانت إيجابية بكل المقاييس.
العقبة الثانية التي واجهتني كانت الخبرة الكندية والتي تُعتبر عقبة كل مهاجر، وتختفي إلى الأبد بمجرد الحصول على العمل الأول، لكن تعبت حتى أفهم ما هو المقصود بالخبرة الكندية؟ وبعد بحث حثيث ظهر لي أنها ثقافية أكثر من كونها مهنية، كأناقة المظهر، ونظافة اللسان، وطرق التفكير في العمل، والتعامل مع الجنس الآخر، وكيفية حضور الإجتماعات وطريقة التفاعل فيها، وأسلوب التعامل مع الضغوطات وفض النزاعات والمواقف الصعبة، والتعامل مع الأقليات والأعراق المختلفة، وإلى آخر ذلك من المهارات الإنسانية والتي يجب أن توافق الثقافة الكندية. فعلى سبيل المثال، لا يمكنك التلميح بأي إشارات أو كلمات عنصرية ضد أي عِرق أو جنس مهما كانت وظيفته، كإهانة موظف هندي كما هو الحال في الشرق ... لأنك ستُطرد فوراً، وستحمل نقطة سوداء في ملفك المهني تمنعك من العمل في أي شركة داخل كندا، لأنك إذا أردت العمل في شركة جديدة، لابد من أن تأتي بتزكية من الشركة القديمة، وإلاَّ لن يُوظفك أحد.
من المهم أن تدرك أنَّ الشركات في كندا يمكنها أن تتجاوز عن أخطائك المهنية، ولكنها لن تتجاوز عن أخطائك الثقافية على الإطلاق ... خصوصاً إذا كانت في حق الآخرين.
أنا شخصياً تجاوزت تلك العقبة من خلال فهمي لما تعينه تلك الخبرة، ومن ثم عملت على إقناع الشركة الأولى بمهاراتي الإنسانية، وكيفية تعاملي مع المواقف التي ذكرت، وهنا يأتي دور مهارات الحوار وفنون الإقناع وقت المقابلة، فاقتنعوا ومنحوني العمل، والحمدلله لم أخذلهم.
من الجدير بالذكر أنَّ التشعب المهني الذي تعرضت له في الشرق قد ميَّزني عن زملائي الكنديين، فقد كنت بالنسبة لهم واسع الإطلاع، وخلال جلسات النقاش أو التخطيط لمشروع ما، غالباً ما كان لي إضافة مفيدة لخط سير المشروع، وهنا بدأت أشعر بأننا نحن المهاجرون العرب لدينا من الخبرة ما يكفي لاقتحام سوق العمل في كندا بكل يُسر إن فهمنا قوانينه وعملنا على توظيفها كما ينبغي.
فمهما كانت عقباتك التي تحملها معك من الشرق ... إياك أن تنهزم أمامها، وتأكد من أنَّ هنالك طرق عدة لتجاوز تلك العقبات، فقد تعلمت من نظام الملاحة بمركبتي الـ (GPS) عدم الإستسلام أبداً مهما كنت بعيداً عن الحل، فكلما سلكت طريقاً خاطئاً ... أوجد لي عشر طرق أخرى لنقطة وصولي!
منقول 

Read More »

هل خططت لحياتك؟

0 التعليقات


الكاتب حسين يونس

عزيزي القارئ … إن كنت تمتلك رؤية في حياتك ولك أهداف واضحة لتحقيق رؤياك من خلال خطة مُحكمة، فاسمح لي أن أهنئك على هذا الإنجاز العظيم، وأتمنى لك التوفيق والنجاح.
أما إن كنت لا تعلم مدى خطورة حياتك التي تعيشها بدون رؤية واضحة، ولا تعلم ما هي الأهداف والخطة التي ستوصلك إلى مُبتغاك، فصدقني عزيزي القارئ أنك قد حكمت على مستقبلك بالإعدام، وأنت في أشد الحاجة لكي تقرأ مقالتي اليوم والتي ستكون بإذن الله تعالى بداية إنطلاقة جديدة لحياتك ولكن بقيمة ومعنى.
لنبدأ بالتساؤلات الإعتيادية لتلخيص نقطة البداية:
هل تعلم ما هي رؤيتك في الحياة؟ هل تعلم لماذا أنت هنا ولماذا تقوم بما تقوم به الآن؟ هل فكرت ما هي المحطة القادمة؟ وإن كنت تعلم ما هي رؤيتك الحياتية، هل قمت بالتخطيط لها؟ هل فكرت ما الذي تنوي إنجازه في كل عام لتدعم تحقيقها؟ وإذا كنت تملك خطة، هل قمت بتدوينها خطياً لتتمكن من جعلها واقعاً قابلاً للتطبيق؟ أم أنك تركتها خواطر تدور في رأسك غير مصقولة ولا مفهومة لتتبخر في رصيدك الذاكري كأخواتها السابقات؟ هل تعلم أين هي اللحظات المهمة في حياتك ومحطات الإستراحة ومتى النهاية وأين؟ أسئلة كثيرة ومتشعبة تحتاج منك إلى أجوبة مفيدة ومقنعة لتمكنك من بلورة رؤيتك في الحياة، وتبرير ما تقوم به الآن وما ستقوم به غداً.
بداية، دعني أصارحك عزيزي القارئ أنهم قليلون جداً الأشخاص الذين نجحوا في حياتهم عن طريق الصدفة أو الحظ، فأغلب الناجحين الذين أعرفهم ويعرفهم الجميع قد نجحوا في حياتهم بسبب التخطيط العميق والمستمر، ومن بعده التنفيذ والعمل المضني حتى أصبح الحلم حقيقة، فلم يكن النجاح بالنسبة لهم مسألة حظ أو صدفة … بل على العكس تماماً، فقد تعاملوا مع النجاح بواقعية كبيرة، وقد علموا أنَّ النجاح يحتاج إلى كثير من التخطيط الواقعي والحقيقي وليس فقط مجرد الكلام والنوايا الحسنة، والمشكلة الكبرى التي يواجهها معظم الناس أنهم لا يأبهون لمسألة التخطيط ولا يعيرونها أي إهتمام، فيقضون حياتهم بين النوم والعمل ومشاهدة التلفاز والذهاب إلى الأسواق والمطاعم والمجمعات التجارية وأحلام اليقظة … بعيدين أشد البعد عن الحقيقة!
الشيء المحزن والذي لا يدركه الكثيرون أنَّ الذين يفشلون في إمتلاك خطة خاصة بهم يقعون في نهاية المطاف ضحية خطة شخص آخر، فيعيشون ليبذلوا الوقت والجهد والمال لغيرهم، لذلك عزيزي القارئ لابد من إدراك أهمية هذه المسألة وخطورتها عليك وعلى أسرتك ومستقبلهم، والعمل على إنجاز خطتك الخاصة لتحقق نجاحك الخاص.
لابد من إدراك أنَّ فحوى التخطيط يدور حول النجاح، فمن المهم جداً أن تسأل نفسك الآن عزيزي القارئ ماذا يعني لك النجاح؟ والجواب على هذا السؤال سيُسهل بكل تأكيد رحلتك في فهم كيف من الممكن أن تصبح ناجحاً، كما سيساعدك بطبيعة الحال على الشعور بأهمية التخطيط والقدرة عليه، أما إن كنت تعلم معنى النجاح … فأتساءل … لماذا إذاً لم تصبح ناجحاً حتى الآن؟!
إن كان النجاح هو ما تصبو إليه، والتخطيط هو الطريق إلى ذلك … إذاً ما هي الخطوات التي يجب إتباعها حتى تحصل على خطة حقيقية؟ أرجو التركيز في الخطوات التالية للتخطيط بشكل محترف ومفيد، ومحاولة تطبيقها عملياً:
الدورة الحياتية للتخطيط
1. حدد رؤيتك:
في صباح يوم جميل، صعد الركاب إلى عملاق الجو طائرة إيربص إيه 380، وجميعهم مفعم بالنشاط والأمل، وإنطلقت الطائرة في السماء لتحلق عالياً، وأستهل مساعد ربَّان الطائرة كلمته بشكر المسافرين على إختيارهم لشركتهم للطيران معها، وذكرهم بأنهم على أفضل طائرة في العالم وبرفقة أفضل كابتن طيران والذي تزيد خبرته على العشرين عاماً في هذا المجال، ولكن هنالك مشكلة ظهرت الآن … نحن لا نعلم ما هي وجهتنا ولا ندري إلى أين ذاهبون؟! لذلك سنبقى نطير إلى أن ينفد الوقود، ومن ثم إن كنا محظوظين في تلك اللحظة وكنا فوق يابسة … سنستأذن من حكومة تلك الأرض بأن يسمحوا لنا بالهبوط الإضطراري، وإن لم يأذنوا لنا بالهبوط … ستتحطم الطائرة ونموت جميعاً، وهكذا سيكون مصيرنا أيضاً لو نفد الوقود فوق البحر. هذا هو الحال عزيزي القارئ بدون رؤية، الرؤية الشخصية هي البوصلة التي تقودك إلى وجهتك التي وضعتها لنفسك في الحياة، وهي أول خطوة في التخطيط وأكثر خطوة تأخذ الوقت منك لتبلورها، ففي التخطيط، لابد من أن تبدأ من آخر المطاف بأن تسأل نفسك أين هي النهاية؟ وعندما تدرك محطتك الأخيرة، تبدأ ببناء أهدافك لتوافق تلك المحطة، بلغة أخرى … إبني قلعتك عالياً في الهواء، ومن ثم إبدأ ببناء اللبنات التي ستستند عليها هذه القلعة … وهذا بالضبط ما يسمى بالرؤية. أو يمكنك أن تبقى كما أنت الآن مُكباً على وجهك من دون وجهة ولا خارطة، تماماً كما حدث بين أليس في بلاد العجائب والأرنب عندما سألها: ( إلى أين تتجهين؟ قالت: لا أعلم، قال: مادمت لا تعلمين إلى أين تذهبين، فلا يهم أي طريق تسلكين! )، فالكثير منا لا يملك رؤية ولا يعلم كيف يُصيغ الرؤية في حياته، وإذا طلبت منه أن يخبرك ما هي رؤيته … تجده مشوشاً لا يعلم عن ماذا تتحدث، وإذا فكر قليلاً … خرج لك بقائمة لا تتعدى أهدافاً بسيطة كشراء المركبة والمنزل والحصول على زوجة وأولاد … وبالتأكيد هذه متطلبات أساسية في الحياة، ولكنها ليست رؤية حتى تعيش لأجلها، فالرؤية يجب أن تكون هدفاً معنوياً ذا قيمة عالية لك وللمجتمع أكثر من أن تكون فقط شيئاً مادياً، فعلى سبيل المثال، لو نظرنا إلى رؤية “عمر بن عبد العزيز” رضي الله عنه حفيد الفاروق والخليفة الراشدي الخامس، كيف كان ترتيب رؤياه، فقد روي عنه أنه قال: ( رب إني كنت أميراً فطمعت بالخلافة فنلتها، يا رب إني أطمع بالجنة، اللهم بلغني الجنة )، بدأ رؤيته بأن يكون خليفة للمسلمين، ومن ثم تطورت إلى جنة عليِّين، وكلا الرؤيتين الصغرى والكبرى كانتا كبيرتين في المعنى والقيمة، ويحتاجان إلى الكثير من الأهداف الإستراتيجية والتخطيط ومن ثم التنفيذ لتحقيق الأهداف، فكانت أهدافه أن يعلم كثيراً من أمور الحكم وشرع الله وأحوال الرعية وإدارة الدولة والنهوض بإقتصادها وحمايتها … الكثير الكثير من الأهداف التي عمل على تحقيقها بوضع إستراتيجيات شخصية من خلال خطط محكمة لإستغلال الوقت الشخصي والإلتصاق برجالات الدولة وعلمائها وفهم سياسة الحكم، وبعد الإنتهاء من التنفيذ الناجح والمبهر لخطته في الوصول إلى الحكم، إستخدم هذا النجاح للوصول إلى غاية أكبر ألا وهي جنة المأوى. إذاً كل شيء بدأ من رؤية حلم بها … ولكنه لم يُبقها خيالاً وعمل على تحقيقها.
أكرر مرة أخرى على أهمية تحديد الرؤية قبل الشروع بالتخطيط، وإذا شعرت أنك لا تقدر على بلورة رؤيتك، قم بالإطلاع على هرم ماسلو للإحتياجات الإنسانية، واعرض نفسك عليه وجد نفسك أين أنت منه الآن، يبدأ هرم أبراهام ماسلو للحاجات الإنسانية من الأدنى إلى الأعلى كما يلي:
  1. الحاجات الفسيولوجية: التنفس، الطعام، الشرب، الجنس، النوم، التوازن، تبرز.
  2. حاجات السلامة: سلامة الجسد، الأمن الوظيفي، أمن الموارد، سلامة الأخلاق، الأمن الأسري، الأمن الصحي، أمن الممتلكات.
  3. حاجات الحب والإنتماء الإجتماعية: صداقة، العائلة، المودة الجنسية.
  4. حاجات التقدير: تقدير الذات، الثقة بالنفس، الإنجازات، إحترام الأخرين، الإحترام من الأخرين.
  5. حاجات تحقيق الذات: الفضيلة، الإبداعية، التلقائية، حل المشكلات، عدم التحيُّز، قبول الحقائق.
فإذا كنت – على سبيل المثال – قد حققت الدرجة الثانية من الهرم وتفتقر للزوجة والصداقة والعلاقات الإجتماعية، إجعل هذا هدفاً لك لتحققه من خلال خطة يمكن تنفيذها، واجعل نصب عينيك رأس الهرم الذي يمثل رؤيتك في الحياة، وهل هناك أجمل من الوصول إلى مرتبة الفضيلة والرضى عندما يرضى عنك الله وترضى عنه وتصبح مرجعاً لعائلتك ومجتمعك الذين من حولك، وتمتلك خبرة ضخمة في حل المشكلات وخلق الحلول الحكيمة، لاحظ أنَّ هذه المرتبة تحتاج إلى عقل سليم، وجسد سليم، ومال وفير، وفقه في الدين، ومسكن واسع، ومركب هنيء، وزوجة ودود، وذرية صالحة من الذكور والإناث، وسفر حول العالم، وقصص نجاح خاصة، واستقرار في بلد يحترمك ويحترم حريتك وجاهز دائماً لإعطاء المزيد … هذه رؤية عظيمة … هذا تحقيق للذات … أعلى ما يمكن أن يصله الإنسان.
عندما تقوم بكتابة رؤيتك، إستخدم الكلمات التالية في صياغتها: { الفضيلة، الإبداعية، التلقائية، الصدق، الأمانة، الإخلاص، الطموح، الكفاءة، الشخصية، الإستقامة، المسؤولية، الإحترام، التفان، المصداقية، الفعاليَّة، الوقار، التعاطف، الإنجاز، الشجاعة، الحكمة، المعرفة، الإستقلالية، الحرية، التطوع، العمل الجماعي، التأثير، الودّية، النظام، السماحة، السخاء، الرضى، التفاؤل، الثقة، المرونة، الخُلق }. بهذه الطريقة الدقيقة والعملية ستتمكن من بلورة رؤيتك في الحياة على المدى البعيد والقريب، جربها ولن تندم.
مثال لنص الرؤية: ( أود أن أرضى عن نفسي بحيث أكون حراً مستقلاً صاحب قرارات صحيحة مبنية على واقع، ومرجعاً كفؤاً لعائلتي وبلدي من خلال خبرتي وإنجازاتي الحياتية، كما أود أن أكون قدوة فعاَّلة لزوجتي وأولادي ومحل فخر لهم وثقة ومصدر إلهام للتفاؤل والإبداع ).
2. حدد أهدافك:
تحتاج إلى أن يكون لك أهدافاً شخصية في الحياة والتي يمكنك السعي ورائها والكفاح من أجلها، والتي ستجعل من السهل عليك اتخاذ قرارات والقيام بإجراءات توصلك إلى أحلامك (رؤيتك الشخصية).
مثال عملي على تحديد أهداف رؤيتك التقاعدية، لنرى على سبيل المثال – لا الحصر – ما الامور التي يجب على الفرد الإهتمام بها عندما يبني خطتة لتحقيق رؤية تقاعدية كريمة:
العمر
  1. ما هو العمر الذي أنوي عنده التوقف عن العمل؟
  2. هل هناك خطة للعمل بعد سن التقاعد؟
المكان
  1. ما هو المكان الذي أنوي التقاعد فيه؟
  2. هل أملك فيه إقامة دائمة؟
  3. هل أهله يتمتعون بأخلاق عالية؟
  4. هل يمكنني أن أمارس شعائري الدينية بحرية؟
  5. هل يوجد فيه رعاية صحية جيدة؟
  6. هل أملك فيه منزلاً؟
  7. هل إشتركت في برنامج الضمان الإجتماعي للبلد الذي أنوي التقاعد فيه؟
  8. هل يستطيع أولادي وأحفادي زيارتي في أي وقت أو حتى الإقامة فيه دون إذن مسبق؟
  9. هل يحترم هذا المكان الإنسان والحريات؟
  10. هل يمكنني أن آمن فيه على النفسي ومالي وعرضي؟
المال
  1. ما هو المبلغ الذي سأتوقف عنده عن العمل؟
  2. ما هو المبلغ الذي أحتاجه للتقاعد؟
  3. هل قمت بإدخار ما يكفي من أموالي الحالية؟
النشاطات
  1. ما هي النشاطات والأعمال التي أنوي القيام بها عند التقاعد؟
الصحة
  1. ما هي الكتب التي أنوي قراءتها للحفاظ على عقلي؟
  2. ما هي الرياضات التي سأمارسها للحفاظ صحتي؟
  3. ما هي الوجبات التي سأتناولها للحفاظ على صحتي؟

مثال آخر لتحديد أهداف رؤيتك على الصعيد الصحي:
الرياضة
  1. هل أمارس الرياضة بشكل يومي؟
  2. هل أتعرق عندما أمارس الرياضة؟
  3. هل تستمر رياضتي لمدة ساعة كاملة؟
  4. هل ألاحظ إنخفاض في الوزن بعد الإنتهاء من الرياضة؟
الطعام
  1. هل آكل طعاماً صحياً؟
  2. هل أكثر من الأكل خارج المنزل؟
  3. هل آكل كمية كبيرة مرة واحدة؟
  4. هل أكثر من الدهون المشبعة، الكربوهيدرات، السكريات، الأملاح، والنشويات؟
النوم
  1. هل أكثر من السهر ليلاً؟
  2. هل آخذ قسطاً جيداً من النوم كل يوم؟
  3. هل أشعر بإرهاق عندما أستيقظ باكراً؟
  4. هل آخذ قيلولة وقت الظهر؟
  5. هل أشعر بالراحة عندما أنام؟
  6. هل أشعر بمشكلات في التنفس لحظة النوم؟
  7. هل وسادتي مريحة للرقبة؟
  8. هل أذهب إلى النوم وأنا متخم من الطعام؟
التحاليل الطبية
  1. هل أقوم بفحص عضلات قلبي والكليتين والكبد؟
  2. هل أقوم بفحوص دورية للكولسترول والدهون الثلاثية والبروتين والسكر وضغط الدم؟
  3. هل أقوم بفحص دوري لأسناني وإجراء اللازم؟

3. حدد إستراتيجيتك:
بعدما إنتهيت من تحديد أهدافك، يجب أن تفصَّل في إستراتيجيتك كيف ستقوم بإنجاز الأهداف وتحقيقها … حدد ما هي الإستراتيجية التي ستتبعها لتحقيق أهدافك؟ فعلى سبيل المثال … تكملة للمثال السابق (الرؤية التقاعدية):
  1. إستراتيجية العمر: بما أني أنوي أن أتفرغ للكتابة والتأليف، والعمل على الإستمتاع بعلاقتي الزوجية والأسرية بشكل أعمق، كما أنه هنالك أكثر من 10 بلدان أنوي زيارتها قبل الممات ولم أزرها بعد، ستكون إستراتيجيتي أن أتقاعد عند سن الخمسين بدلاً من الستين.
  2. إستراتيجية المكان: بما أنَّ بلادي محتلة، ولا أستطيع الإستقرار بها، والجزء المحرر منها لا يحترم الحريات وهو عبارة عن عصابات تحكم الأرض، فستكون إستراتيجيتي هي أن أبحث عن بلد بديل يوفر لي الإنتماء الحقيقي والإحترام بكل معنى الكلمة والأمن والرعاية الصحية.
  3. إستراتيجية المال: بما أني لا أمتلك بيتاً خاصاً إلى الآن، ولا أملك مالاً فائضاً ولا إرثاً، ستكون إستراتيجيتي المالية أن أبدأ بتوفير المال بشكل أكثر وأن لا أنفق على نفسي وأسرتي إلا ما يلزم، وسأقوم بإنشاء حساب توفير في إحدى البنوك الموثوقة في البلد الذي أنوي الهجرة إليه وتحويل مالي إلى هناك أولاً بأول لأتمكن من إدخاره بشكل مُحكم.
  4. إستراتيجية النشاطات: بما أني أنوي أن أبقي على عقلي يعمل، ستكون إستراتيجيتي أن أكثر من قراءة الكتب، كما سأكرس جزءاً كبيراً من وقتي للعمل التطوعي للمجتمع لأنعش به نفسي وروحي وأترك آثاراً حميدة أجدها عند الله.
  5. إستراتيجية الصحة: بما أني لا أنوي أن أقضي بقية حياتي في المستشفيات والمراكز الصحية وفي تناول الأدوية والحبوب المسكنة، ستكون إستراتيجيتي هي أن آكل طعاماً صحياً من الآن، وأن أمارس الرياضة بشكل مستمر وأن أنام باكراً وأستيقظ باكراً، كما سأقوم بالفحوصات الدورية دون إنقطاع.
4. أرسم خطة تنفيذية:
 خطة التنفيذ تكون أكثر تفصيلاً بحيث تشرح كيف سيتم تنفيذ الإستراتيجية، وستشمل في داخلها الأهداف الشخصية والأطر الزمنية المطلوبة للتنفيذ، والوقت الأقصى لكل مهمة، والموارد المطلوبة لذلك والمحطات والأحداث المهمة … إلخ، وتذكر ما قاله ستيف جوبز صاحب إمبراطورية آبل: ( المكان الوحيد الذي تأتي فيه كلمة النجاح قبل العمل هو في القاموس )، تكملة للمثال السابق ( الرؤية التقاعدية ):
  1. الخطة التنفيذية لإستراتيجية العمر: بما أني أنوي التقاعد عند سن الخمسين، وأنا الآن في الخامسة والثلاثين، فلم يتبقى لي سوى خمسة عشر عاماً فقط لأعمل، لذلك لابد من أن يكون عملي محترفاً ومثمراً وفي المكان الصحيح، لابد من أن أنتقي مكان عمل ذو جودة عالية لأحصل على خبرة أكبر ومال أكثر، ويجب أن أتحاشى الشركات المحلية والصغيرة والتي لا تأتي بخير أبداً سوى الأمراض والمال القليل. أنا الآن أتقاضى سبعة آلاف ريال شهرياً، وأنفق مبلغ خمسة آلاف ريال على المعيشة، فألفي ريال فقط لا تكفي لأحقق أهدافي بإمتلاك المنزل وإدخار مال كافي للتقاعد، إذاً لابد من أن أجد عملاً يدفع لي مبلغ خمسة عشرة ألف ريال على الأقل، ولابد من أن أخفض نفقاتي الشهرية إلى مبلغ ثلاثة آلاف ريال، ولعلي سأحتاج إلى عمل إضافي لأزيد من دخلي … وهكذا يستمر التخطيط التفصيلي بأرقام وسنوات واضحة إلى أن تصل إلى جدول زمني حقيقي قابل للتنفيذ.
  2. الخطة التنفيذية لإستراتيجية المكان: بعد البحث والتحري عن دول العالم الأول، وجدت أن دولة مثل نيوزيلندا وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والسويد والنرويج والدانمرك يوفرون لي كل ما أريده لحظة تقاعدي … بل وأكثر، إذاً سأبد بالبحث عن سبل تقديم الهجرة للإنتماء لهم، فقد علمت أن تخصصي ومجال عملي مطلوب أكثر في كل من كندا والولايات المتحدة، ولعلي سأبدأ بكندا، وسأتواصل في الأسبوع القادم مع مكتب هجرة معتمد لأستشيره وأقدم من خلاله أوراقي، وأستفسر عن المدة المتوقعة حتى أحصل على الهجرة.
  3. الخطة التنفيذية لإستراتيجية المال: سأبدأ بتحويل مبلغ شهري لا يقل عن خمسة آلاف ريال إلى بلدي النهائي، كما سأشتري ذهباً للإستثمار بجزء من دخلي لا يقل عن عشرة بالمائة، وسأقوم بإيجاد فرص إستثمارية عقارية آمنة في بلدي كشراء بيت وتأجيره ليكون بمثابة دخل إضافي.
  4. الخطة التنفيذية لإستراتيجية النشاطات: سأقرأ ما لا يقل عن عشرة كتب شهرياً بمعدل ثلاثة آلاف ورقة في مجالات السياسة والدين والآداب، وسأنضم إلى جمعيات حماية البيئة كمتطوع لخدمة المجتمع ثلاثة مرات في الأسبوع.
  5. الخطة التنفيذية لإستراتيجية الصحة: أنا أحب رياضة المشي السريع، وجسدي يتفاعل معها بشكل إيجابي جداً، سأمشي خمسة وثلاثين كيلو متراً إسبوعياً، أي بمعدل خمسة كيلو مترات يومياً ودون إنقطاع، كما سأقسم وجبتي الكبيرة والوحيدة في اليوم إلى أربع وجبات، آخرها عند الساعة السابعة مساءاً لا أزيد عليها، وسيكون بينها وبين ساعة النوم ثلاثة ساعات على الأقل، وسأعمل فحوصات طبية كل خمسة أشهر.

5. نفذ خطتك:
 هذه هي الخطوة الأهم التي يقف عندها الجميع ويفشل، هذه هي الخطوة الأهم في كل ما ذكرت اليوم والتي ستحدد مصير رؤيتك ما بين أن تصبح حقيقة أو تبقى حلماً على ورق، الجادّون منا يحبون الكتابة والتخطيط والخيال، ولكنهم أيضاً مبتلون بمصيبة عدم التنفيذ، فلا تكن واحداً منهم.
6. قيِّم وطوِّر:
 تذكر أنَّ الخطة تحتاج إلى مراجعة وتنقيح من وقت إلى آخر، تذكر أنك مع تقدم العمر تتغير أفكارك ونواياك ووجهاتك، تذكر أنَّ خطتك ليست معصومة عن الزلل والخطأ وتحتاج إلى التغيير والتعديل، فأغلب الخطط بعد الإنتهاء منها والبدء في تنفيذها تتغير بمعدل خمسين بالمائة، فيجب عليك أن تتكيف مع كل ما ذكرت وتتعاهدها من وقت لآخر لكي تبقى ذات قيمة فعلية.
ما هي معوقات التخطيط:
  1. أكبر عائق في مجال التخطيط هو عدم إدراك أين هي المحطة النهائية، وبما أنَّ أغلب المواطنين العرب مغتربون عن بلدانهم الأصلية، فإنهم يعانون من عدم الإستقرار، فالغربة أصبحت من أهم عوامل فشل بلورة الرؤية … وبالذات الرؤية النهائية الكبيرة والتي تحتاج إلى التخطيط الطويل الأمد، لأن المغترب بكل بساطة لا يعلم أين سينتهي به المطاف بسبب عدم وجود بلد أصلي مقبول مدنياً للإستقرار فيه بعد التقاعد.
  2. أغلب الذين يجتهدون في رؤاهم، يفشلون في تنفيذها، لأنهم بكل بساطة لم يجعلوا من عوائلهم وزوجاتهم وأولادهم جزءاً من التخطيط، فيصبح وحيداً في خطته في الوقت الذي تحتاج فيه الرؤية إلى دعم أسري وإجتماعي كبيرين حتى تتمكن من التخطيط لها وتنفيذها.
في الختام عزيزي القارئ، سينتابك شعور بالإحباط لأنك ترى الأمر أكبر من قدراتك وبعدها سترضى بالفوضى الحالية، قاوم هذا الشعور وابدأ بكتابة خطتك، واقبل التحدي وإياك أن تنسحب، وأتمنى أن أسمع منك قريباً إلى أين وصلت لتفيدنا وتفيد القراء بتجربتك، كل التوفيق.
---------------------------------------------------------------

About حسين يونس

مسقط رأسه في الكويت .. جذورهُ في فلسطين .. ساقهُ في الأردن .. ثمارهُ في كندا. كاتب – غير متفرغ – منذ عام 2008م، وباحث في قضايا الفكر العربي وسُبل تطوير الفرد والمجتمع.

Read More »

MST GROUP

حول الموقع:

مرحبا بكل زوار الموقع الكرام.. أعزائي وأخوتي موقع ستايل كندا هو موقع مختص بالهجرة الكندية والفيز الكندية بأنواعها الدراسية والسياحية وهجرة المقاطعات ونظام الكفالات الخاصة ويهدف الى تعريف المواطن العربي بشكل عام بطبيعة الحياة والعمل والدراسة في كندا بحكم خبرتي في هذا المجال لأني في الأصل مواطن عراقي هاجر الى كندا وأستقر في أونتاريو خلاصة خبرتي هذه أضعها بين أيديكم لكل طامح في الهجرة نحو حياة الحرية وتحقيق الطموح ...الموقع يقدم خدمة الأستشارة والنصح لكل من يرغب بالقدوم الى كندا وبالذات مقاطعة اونتاريو - تورنتو للتواصل عبر الخاص عبر العناوين التالية mstservice66@gmail.com WhatsApp /(+16479228597)/ /(+18077909900)/ /(+16472370759)/

اشترك معنا في هنا كندا