الأحد، 16 يوليو 2017

مكتبة البرلمان الكندي.. تحفة ثقافية ومعمارية



تُعتبر مكتبة البرلمان الكندي في أوتاوا من أكبر وأجمل المكتبات في العالم، فهي من حيث محتواها التاريخي وهندستها الفريدة تشعّ علماً وثقافة… ورهبة!
هذه التحفة المعمارية تختزن على رفوفها المصنوعة من خشب الصنوبر المصادر الرئيسية للمعلومات والبحوث التي يغرف منها أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ.وتحوط الكتب والوثائق بتمثال للملكة فيكتوريا مصنوع من الرخام الأبيض ارتفع وسط المنحوتات التي تبرز من جدرانها السداسية المصنوعة من الحجر.
المكتبة ملحقة بمبنى البرلمان الكندي وقد استغرق بناءها 17 عاماً (من 1859 الى 1876).والطريف أن القيّمين على مشروع بناء المكتبة، وبعد 10 أعوام من بدء العمل بها، ادركوا أنهم لا يملكون الخبرة المطلوبة لبناء السقف فسارعوا الى التقاعد مع شركة بريطانية صممت لهم سقفاً من الصفائح الحديدية الجاهزة استغرق نقله عبر المحيط الاطلسي ثلاثة اسابيع.
وبعد تثبيته أصبحت مكتبة البرلمان أول مبنى في أميركا الشمالية يملك سقفاً من الصفيح، إلا أن الأخير اقتلع من كانه بفعل اعصار ضرب المدينة بعد عدة أعوام فتمّ إبداله بصفائح مصنوعة من النحاس.تعرّضت المكتبة منذ بنائها لأربعة حرائق، أولها حريق عام 1849 الذي قضى على مجمل محتوياتها، وبعده التهم حريق عام 1854، 17,000 مجلّد وهو ما يوازي نصف محتويات المكتبة.
ومساء الثالث من شباط 1916 اندلع في مبنى البرلمان حريق هائل، وبفعل الرياح الشمالية القوية التهمت النيران أجزاء المبنى بسرعة قياسية فانهار بالكامل خلال الليل.
وكانت المفاجأة الكبرى السكان في صباح اليوم التالي نجاة مبنى المكتبة من الحريق، ويعود الفضل في ذلك إلى سرعة بديهة وشجاعة أمين المكتبة الذي حرص على غلق أبوابها المقاومة للحريق قبل أن يفرّ هرباً من النيران.
أما آخر الحرائق فاندلع عام 1952 في قبّة مبنى المكتبة بسبب احتكاك كهربائي.حينها ألحقت النيران والمياه ضرراً بجزء من مجموعتها الثمينة.تحتوي المكتبة على ما يتجاوز 621,176 كتاباً ووثيقة، وهي تمتدّ على مسافة 17,4 كيلومتراً لو تمّ صفها جنباً الى جنب.أما مساحتها فتبلغ 21,944 متراً مربعاً.
 وهي مصنّفة كمعلم فدرالي تراثي، ورغم ان استخدامها محصور بأعضاء البرلمان والباحثين فإنه يتم تنظيم جولات سياحية فيها.وقد زارها عام 2011 – 2012، نحو 352,000 زائر، أما موازنتها في الفترة نفسها فقد قاربت 43 مليون دولار.

(المصدر: إذاعة الشرق الأوسط في كندا بتصرّف عن هيئة الإذاعة الكندية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق