مرحبا بالزوارالكرام ستايل كندا موقع الكتروني يهتم بكل مايخص الشأن الكندي والتي تهم المقيم والمهاجر واللاجيء على الأراضي الكندية

ما لم يعجبني في كندا .... مقال أعجبني




الكاتب حسين يونس


لعل الكثير من القراَّء والأصدقاء لم يتوقعوا أن أذكر السلبيات التي رأيتها في كندا، فعندما أحدثهم عن مدى إعجابي بكندا والحضارة الغربية، لا يصدقون أني سأتعرض في يوم من الأيام لسلبياتها أبداً، متجاهلين شدة واقعية شخصيتي والتي بِتُّ معروفاً بها، ومما علمتني إياه الحياة عن نفسها … أنها صعبة، ودنياها وكل ما يكتنفها شاق ومرهق، ولا يمكن لها أن تكون جنة كاملة أو بديلاً عنها أبداً. الشاهد هنا أنه يوجد سلبيات يمكن قبولها والتعايش معها، وهنالك سلبيات لا تطاق ولا يمكن تحملها، ومعايشة السلبيات التي لا يطيقها الإنسان – وهي متفاوتة من شخص لآخر – دائماً ما تؤدي إلى التعاسة الدائمة والروح الخاملة، وهذا بالضبط ما يحدث معنا كل يوم في الوطن العربي!
ما لم يعجبني في كندا:
  1. اليهود: كندا حالها كحال دول العالم قاطبة، اللوبي الصهيوني يسيطر على كثير من مجريات الأحداث فيها، كما يُحكم القبضة على سياساتها وتوجهاتها الداخلية والخارجية، ولن أسهب اليوم في قضية اللوبي اليهودي لأنه يحتاج إلى مقال منفرد، وهذا ما سأقوم به في المقال القادم بإذن الله.
  2. الإسلام: الوضع الإسلامي في كندا ليس سيئاً مقارنة مع تواجدهم في دول أخرى، فهم في أمان تام بفضل من الله وبعيدين عن مشكلات العنصرية والتي تشتد في الولايات المتحدة مثلاً لا حصراً، كما أصبحت بعض المدن الكندية مثل مدينة لندن أنتاريو تتصف بالتجمع الإسلامي السني وهذا شيء صحي وجيد، ولكن المسلمين يواجهون المشكلة نفسها في كل مكان غير إسلامي، ويمكن إختصار هذه المشكلة بالقول أنَّ أي شيء إسلامي غالٍ جداً، فالبضائع والمنتجات الإسلامية تتصف بالغلاء، وهنالك ميزة أخرى أنَّ المنتجات الإسلامية تتواجد في أغلب الأسواق والمحلات الكندية، فهي ليست محصورة في المحلات العربية فقط، وهذا ما يسهل إمكانية الحصول عليها بكل يسر وسهولة، أما إن سألت عن المسلمين كقوة وتجمع مقارنة بالجاليات الأخرى كالهندية والباكستانية وتجمعات اليهودية … فالمسلمون بكل تأكيد هم الأكثر ضعفاً وتشتتاً وضياعاً، وهذا يعود إلى أسباب كثيرة أهمها: الإستعمار وإتفاقية سايكس بيكو، فالهنود تجمعهم هنديتهم رغم إختلاف دياناتهم والباكستانيون كذلك، أما اليهود فتجمعهم يهوديتهم رغم إختلاف جنسياتهم، أما العرب … فهم لا يوافقون على أن تجمعهم لا عروبتهم ولا إسلاميتهم، فأما بالنسبة لعروبتهم فهم يفضلون الإنتماء إلى تقسيمات سايكس بيكو على أن ينتموا إلى عروبتهم، فاللبناني مع اللبناني والمصري مع المصري والفلسطيني مع الفلسطيني والسعودي مع السعودي … وفي غالب الأحيان لا أحد مع أي أحد!، وأما بالنسبة للثانية … فبكل تأكيد هم لا يفضلون الإجتماع تحت راية إسلامية لأسباب كثيرة، منها العودة إلى بلدانهم في المستقبل وغيرها من الأمور التي قد تؤدي إلى ذهاب الأمان والإستقرار، إضافة إلى سوء وتطرف المنظمات والقيادات الإسلامية في الخارج، وبهذا التشرذم يبقى العرب في الغربة قلة وسيبقون هكذا دون أي تجمع … هنيئاً لسايكس وبيكو!
  3. برودة النظام: أشعر في بعض الأحيان أن النظام في كندا ليس ذكياً كفاية ليسهل حياة المواطنين، فأنا دائماً أدعو إلى النظام والتقيد الشديد به، ولكني أدعو في نفس الوقت إلى تطبيق النظام الذكي الحيوي وليس النظام البارد الذي من الممكن أن يشكل عائقاً أمام الإنجاز، ففي بعض الأحيان تشعر في كندا أنَّ اللذين تتعامل معهم على سبيل المثال في الدوائر الحكومية عبارة عن آلات مبرمجة بشكل بشري، وتتساءل … لماذا لا يمكن للنظام في الدول الغربية أن يكون أكثر ذكاءاً بدلاً من أن يكون فقط قوانين وإجراءات تطبق بحذافيرها؟ طبعاً تجد هنالك من يتمتع بليونة العقل والفقه الذكي في تطبيق الأنظمة واللوائح، ولكنهم قلة، وفي الغالب تجد الجميع يطبق ما أمر بتطبيقه فقط، فإذا كنت عزيزي القارئ من النوع العصبي المتعجل والذي لا يحتمل النظام والإنضباط، فتأكد أنَّ كندا ومثيلاتها ليست المكان المناسب لك على الإطلاق.
  4. التبعية للولايات المتحدة: مشكلة كبيرة وجدتها في كندا، هذه الدولة تكاد لا تتمتع بأي إستقلالية، وأتوقع أنها ستنتهي إذا ما إنتهت الولايات المتحدة … شيء غريب، فدولة مثل كندا يمكن لها أن تكون مستقلة تماماً لكثرة مواردها الطبيعية، ولكن إعتمادها الكبير على السوق الأمريكي في التجارة والقوانين الأمريكية في السياسة جعل منها دولة أمريكية متمتعة بحكم ذاتي.
  5. سذاجة الشعب: الشعب الكندي كالشعب الأمريكي يعاني من سذاجة منقطعة النظير، فالإعلام يؤثر فيه بشكل كبير جداً، وللعرب ميزة رائعة أشهد لهم بها عن باقي الأمم، أنهم ناضجون سياسياً وفكرياً وأغلبيتهم لا يؤثر به الإعلام … من الناحية السياسية على الأقل، ولعل ذلك يعود إلى كثرة النكبات والمشكلات التي مروا بها، فالحكومة الكندية تستطيع حشد الرأي العام وتفريقه بكل سهولة ويسر مهما كانت القضية المطروحة، فالكنديون يتمتعون بالأمان والحرية والإستقرار، وهذه الأوتار الثلاثة التي تلعب عليها الحكومة إذا ما أرادت أن تسنَّ قانوناً أو تلغي آخر.
  6. غلاء التعليم الجامعي: أكثر ما فاجأني في كندا … غلاء التعليم الجامعي، وأكرر هنا … التعليم الجامعي وليس المدرسي، فالتعليم المدرسي بالمجان تماماً، أما التعليم الجامعي … فهو ليس مجاناً حتى للمواطنين الكنديين، فهو ليس كما الحال في الدول الإسكندنافية: ( النرويج، الدنمارك، والسويد ) فالتعليم في تلك الدول مجاني تماماً من المهد وحتى إنهاء الدراسات العليا، وأستغرب والله كل الإستغراب من العرب المهاجرين وغيرهم عندما أسألهم لماذا هاجرتم إلى كندا؟ فيجيبوا: حتى نضمن تعليم أبناءنا وبناتنا، وبقيت أستمع لهذه الكذبة حتى وطأت قدمي كندا … وتعجبت حينما علمت أنه لا يوجد شيء إسمه ضمان للتعليم الجامعي … أو التعليم الجامعي المجاني، فإذا ما وجدت النقود … أستطيع أن أضمن تعليم أولادي في أي مكان في العالم … وليس بالضرورة أن أهاجر حتى أضمن تعليمهم!
  7. الفدرالية: من سلبيات الفدرالية في كندا وغيرها من الدول التي تطبق النظام ذاته، أنه عبارة عن دويلات مستقلة في قلب دولة واحدة، فإنتقالك من مقاطعة – في الولايات المتحدة تسمى ولاية – إلى مقاطعة هو بمثابة هجرة … نعم هجرة بمعنى الكلمة، ويتطلب منك الأمر تغيير رخصة القيادة وبطاقات التأمين الصحي وتعلم مصطلحات حكومية جديدة ومختلفة عن المصطلحات التي كنت قد تعلمتها في مقاطعتك الأولى … وهكذا، بل ربما إضطررت لتعلم لغة جديدة كالفرنسية بمجرد إنتقالك إلى مقاطعة كيبيك الفرنسية والتي تعتبر اللغة الأولى والرسمية، وهذا شيء مرهق بكل تأكيد، ولا أدري حقيقة لماذا لم يتم توحيد الكثير من الأمور التي من الممكن الإتفاق عليها وتوحيدها؟!
  8. الإنغلاقية: كندا دولة منغلقة، فهي غير مصممة لغير الكنديين على عكس الولايات المتحدة والتي من ميزاتها أنها صممت للمواطن والمار بها، فأنت تستطيع فتح حساب بنكي في أي ولاية أمريكية دون حصولك على الجنسية أو الإقامة الدائمة، وهذا طبعاً ذكاء من الحكومة الأمريكية والتي تجتذب السيولة المادية العالمية إليها، أما في كندا فلا يستطيع أي إنسان أن يفتح حساباً في إحدى بنوكها إذا لم يكن مواطناً أو مقيماً، وحتى المواطن المغترب عن كندا بسبب فرصة عمل أو غيرها يجبر على إغلاق حسابه البنكي، وهذا أغرب ما شاهدته في حياتي، ولعله من أحمق ما ابتليت به الحكومة الكندية من قرارات، إذ لا يستطيع المواطن المغترب من تجميع نقوده في بلده إلا إذا أقام بها!
هذا بإختصار شديد لمحة عما لم يعجبني في كندا، وكما ذكرت آنفاً … السلبيات تختلف من شخص لآخر في النظرة إليها وقبولها أو رفضها، المؤلم هنا والمزعج أن يضطر العربي المسلم للهجرة إلى الغرب لأنه لم يجد ضالته في وطنه، ولم يتم قبوله في المنظومات العربية كموطن كامل، فيضطر إلى الرحيل والقبول بتلك السلبيات بل وأكثر منها.
---------------------------------------------------------------------------

About حسين يونس


مسقط رأسه في الكويت .. جذورهُ في فلسطين .. ساقهُ في الأردن .. ثمارهُ في كندا. كاتب – غير متفرغ – منذ عام 2008م، وباحث في قضايا الفكر العربي وسُبل تطوير الفرد والمجتمع.

هناك تعليقان (2):

MST GROUP

حول الموقع:

مرحبا بكل زوار الموقع الكرام.. أعزائي وأخوتي موقع ستايل كندا هو موقع مختص بالهجرة الكندية والفيز الكندية بأنواعها الدراسية والسياحية وهجرة المقاطعات ونظام الكفالات الخاصة ويهدف الى تعريف المواطن العربي بشكل عام بطبيعة الحياة والعمل والدراسة في كندا بحكم خبرتي في هذا المجال لأني في الأصل مواطن عراقي هاجر الى كندا وأستقر في أونتاريو خلاصة خبرتي هذه أضعها بين أيديكم لكل طامح في الهجرة نحو حياة الحرية وتحقيق الطموح ...الموقع يقدم خدمة الأستشارة والنصح لكل من يرغب بالقدوم الى كندا وبالذات مقاطعة اونتاريو - تورنتو للتواصل عبر الخاص عبر العناوين التالية mstservice66@gmail.com WhatsApp /(+16479228597)/ /(+18077909900)/ /(+16472370759)/

اشترك معنا في هنا كندا