أوتاوا – صوت كندا / الكنديين من أصول عربية حضور في مختلف الميادين، يثرون به كندا التي استقبلتهم واحتضنتهم وأصبحوا من صلب نسيجها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
نبدأ من الساحة السياسية، بما أن أهل السياسة في كندا، من نواب ووزراء ورؤساء حكومة، إن في أوتاوا أو في المقاطعات والأقاليم، إضافة إلى أعضاء ورؤساء المجالس البلدية يُنتخبون مباشرة من الشعب، ما عدا أعضاء مجلس الشيوخ في أوتاوا الذين يعينهم الحزب الحاكم.
جو غِز، أول رئيس حكومة في كندا من أصول عربية
وُلد جوزيف عطالله غِز، المعروف بجو غِز (Joe Ghiz)، في شارلوت تاون، عاصمة مقاطعة جزيرة الأمير إدوارد في شرق كندا، عام 1945، لأب لبناني وأم كندية. أصبح زعيماً للحزب الليبرالي في جزيرة الأمير إدوارد عام 1981. قاد حزبه في الانتخابات التشريعية في الجزيرة عام 1982. حلّ الحزب ثانياً في هذه الانتخابات، لكنّ غز فاز بمقعد نيابي، فقاد المعارضة الرسمية في الجمعية التشريعية للجزيرة. فاز الليبراليون بقيادة غِز في الانتخابات العامة التالية التي جرت عام 1986، وأصبح غِز رئيساً لحكومة مقاطعة جزيرة الأمير إدوارد، وأول رئيس حكومة في كندا من أصول عربية، لا بل من أبناء المهاجرين غير الأوروبيين. وفي الانتخابات العامة التالية في عام 1989 فاز الليبراليون بقيادة غِز بـ30 مقعداً من أصل 32 تتكون منها الجمعية التشريعية في الجزيرة.
استقال غِز من رئاسة حكومة الجزيرة في كانون الثاني (يناير) 1993 بسبب خسارة اتفاق شارلوت تاون في الاستفتاء العام الذي جرى في كافة أنحاء كندا في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 1992. وكان غِز من أشد الداعمين في كندا لهذا الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات ويتضمن تعديلات على الدستور الكندي، واستقال بقرار طوعي إذ لم يكن ملزماً على ذلك. وتوفي غِز عام 1996 بداء السرطان.
لاري شابن، أول وزير مسلم في كندا
وُلد لورانس رالف شعبان، المعروف بلاري شابن (Larry Shaben)، في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا عام 1935. انتُخب نائباً في الجمعية التشريعية لألبرتا عام 1975، تحت راية الحزب التقدمي المحافظ، وأعيد انتخابه ثلاث مرات فيما بعد، في أعوام 1979 و1982 و1986، تحت راية الحزب نفسه، فظلّ محتفظاً بمقعده النيابي حتى عام 1989. أوكلت إليه عدة حقائب وزارية، أولها وزارة الهاتف والمرافق العامة في عام 1979، ما جعل منه أول وزير مسلم في تاريخ كندا.
ماريا موراني، أول سيدة من أصول عربية تُنتخب إلى البرلمان الكندي
ماريا موراني لبنانية الأصل مولودة في أبيدجان عاصمة ساحل العاج في إفريقيا الغربية عام 1969، عضو مجلس العموم في أوتاوا عن إحدى دوائر مونتريال في عام 2006 عن حزب الكتلة الكيبيكية الداعي لاستقلال كيبيك عن كندا. أعيد انتخابها في عاميْ 2008 و2011 تحت راية الحزب نفسه. انفصلت عن الحزب المذكور في أيلول (سبتمبر) 2013 بسبب معارضتها العلنية لشرعة العلمنة في مقاطعة كيبيك، لاسيما ما يتعلق منها بمنع موظفي القطاعيْن العام وشبه العام في المقاطعة من ارتداء الرموز الدينية، وأخذت تجلس في مجلس العموم كنائبة مستقلة. أعلنت في كانون الأول (ديسمبر) 2013 أنها لم تعد تدعم استقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية. انضمت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 للحزب الديمقراطي الجديد اليساري التوجه الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم الحالي وستخوض الانتخابات المقبلة تحت رايته، لكنها تكمل ولايتها النيابية الحالية كنائبة مستقلة.
عضو مجلس العموم الكندي ماريا موراني في مؤتمر صحفي في مكتبها في مونتريال في 13 أيلول (سبتمبر) 2013 غداة فصلها من حزب الكتلة الكيبيكية بسبب معارضتها العلنية لـ”شرعة القيم الكيبيكية”
يمكن اعتبار جو غز وماريا موراني ولاري شابن من الرواد في أوساط الكنديين من أصول عربية بالنسبة للمناصب السياسية التي وصلوا إليها، فالحضور الكندي العربي في مواقع القرار لا يُختصر بهذه الأسماء. فمجلس العموم ومجلس الشيوخ والجمعيات التشريعية في المقاطعات، بتشكيلاتها السابقة والحالية، ضمت وتضم العديد من ذوي الأصول العربية. ونشير، على سبيل المثال لا الحصر، إلى أن مجلس العموم الحالي يضم بين أعضائه، إضافة إلى النائبة ماريا موراني، ثلاثة نواب آخرين من أصول عربية: جاودة صلاح، من أصل جزائري، وسناء حساينية، من أصل تونسي، وطارق براهمي المولود في فرنسا من والديْن جزائرييْن. والثلاثة انتُخبوا عن دوائر في مقاطعة كيبيك تحت راية الحزب الديمقراطي الجديد، لكن حساينية تركت الحزب في آب (أغسطس) 2014 لتجلس كنائبة مستقلة.
إدي فرنسيس، أصغر رئيس بلدية مدينة في تاريخ كندا
كما أن للكنديين من أصول عربية حضور في المجالس البلدية. ونشير هنا إلى اللبناني الأصل إدغار فرنسيس، المعروف بإدي فرنسيس (Eddie Francis)، عمدة مدينة وندزور في أونتاريو لثلاث ولايات متتالية بين كانون الأول (ديسمبر) 2003 وتشرين الثاني (نوفمبر) 2014، والذي لم يترشح لولاية رابعة مؤثراً الانصراف إلى مجال خدماتي آخر.
عندما انتُخب عمدة للمرة الأولى كان فرنسيس في التاسعة والعشرين من عمره، ما جعل منه أصغر عمدة في تاريخ مدينة وندزور، أحد أهم مراكز صناعة السيارات في كندا، وأحد الأصغر سناً بين رؤساء بلديات المدن المنتخبين في تاريخ كندا. وقبل ذلك انتُخب فرنسيس عضواً في المجلس البلدي لوندزور مرتيْن: الأولى في حزيران (يونيو) 1999 في انتخابات فرعية، فأصبح، في الخامسة والعشرين من عمره، أصغر عضو مجلس بلدي في تاريخ وندزور، والثانية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2000 حيث حصد أعلى نسبة أصوات في تاريخ الانتخابات البلدية في المدينة.
وللكنديين العرب حضور بارز في مجالات الثقافة والفنون والطب والعلوم والمال والأعمال وسواها.
وفي عالم الفن للكنديين العرب حضور لافت ومتميز. وهذه فقط باقة أسماء من قلب حديقة غنّاء:
دونالد شبيب، المعروف أيضاً باسم دون شبيب (Don Shebib)، مخرج ومنتج وكاتب سينمائي كندي مولود لأب لبناني. يُعتبر فيلم Goin’ Down the Road الذي أخرجه وشارك في كتابة نصه أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما الكندية، وحصل هذا الفيلم عام 1970 على جائزة “كناديان فيلم أواردز” (Canadian Film Awards) التي كانت تُعتبر أهم جوائز في السينما الكندية بين عاميْ 1949 و1978.
وجدي معوض، الكاتب والمخرج والممثل المسرحي الكندي اللبناني، الحائز على “جائزة موليير” لأفضل كاتب فرنكوفوني في عام 2005.
ليندا أمغر واسمها الفني ليندا تالي، مغنية كندية جزائرية، وهي كاتبة وملحنة. شاركت مع ثلاثة كنديين جزائريين آخرين في شريط وثائقي أعده القسم الفرنسي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية حول الجزائر بمناسبة مرور 50 سنة على استقلالها يحمل عنوان “Mon Algérie et la vôtre” (ما يمكن ترجمته بـ”الجزائر الخاصة بي وتلك التي تخصكم”).
إيزابيل بيرقداريان، مغنية سوبرانو كندية لبنانية أرمنية. حازت عام 2000 على الجائزة الأولى في مباراة “أوبراليا” (Operalia)، وهي مباراة سنوية أطلقها عام 1993 التينور الإسباني العالمي بلاسيدو دومينغو، وعلى جائزة “جونو” (Juno) الكندية لأفضل أداء صوتي على اسطوانة موسيقى كلاسيكية لأربع سنوات متتالية، منذ 2004 إلى 2007. وحازت أيضاً على ميدالية يوبيل الملكة إليزابيث الثانية الماسي تقديراً لعطاءاتها في مجال الغناء الأوبرالي.
مانويل تادروس، مغنٍّ وممثل كندي مصري، كتب أغنيات بالفرنسية له وللعديد من كبار المغنين الكنديين الناطقين بالفرنسية. هو والد الممثل والمخرج السينمائي كزافييه دولان.
نبيلة بن يوسف، ممثلة كندية تونسية، من أبرز نجوم الكوميديا الارتجالية (Stand-up comedy) في مقاطعة كيبيك. تتناول في عروضها مواضيع متصلة بالمجتمع الكندي، والكيبيكي بصورة خاصة، وبالمهاجرين، لا سيما العرب منهم، وبالأديان والسياسة. تتناول مواضيعها بجرأة لافتة. موقعها الإلكتروني يحمل اسم Nabila Rebelle، أي “نبيلة متمردة”.
رشيد بدوري، ممثل كندي مغربي، أحد أبرز نجوم الكوميديا الارتجالية (Stand-up comedy) في مقاطعة كيبيك.
ياسين السلمان، اسمه الفني “ذي نارسيسيست” (The Narcicyst)، صحفي كندي عراقي، يؤدي أغنيات راب / هيب هوب من تأليفه وذات مضمون سياسي.
حسن الهادي، عازف عود ومؤلف موسيقي ومغنٍ كندي مغربي، وجه معروف لدى متابعي مهرجان الجاز الدولي في مونتريال وعشاق موسيقى العود.
المغني الكندي اللبناني ساري عبّود، المعروف فنياً باسم “مساري”، يحيي حفلة في بيروت ليل السبت 7 نيسان (ابريل) 2007 وهو يحمل علم وطنه الأم البارز أيضاً على قميصه (الصورة: محمود الطويل / AP)
ساري عبّود، واسمه الفني “مساري“، مغني بوب وهيب هوب، كندي لبناني، يكتب أغنياته ويعزف على الكيبورد. الشرق والغرب يندمجان في موسيقاه. حائز على جائزة “ماتش ميوزيك” (MuchMusic Video Awards) لأفضل فيديو كليب في أغنيات البوب لعام 2006.
أديب الخالدي، ممثل كندي من أصول عراقية ومغربية، أحد نجوم الكوميديا الارتجالية (Stand-up comedy) في مقاطعة كيبيك.
كارل أبو سمح، واسمه الفني كارل وولف (Karl Wolf)، مغني راب، كندي لبناني، يكتب نصوص أغنياته ويضع لها الموسيقى، يعزف على آلتيْ الغيتار والبيانو.
سيريل قمر، واسمه الفني “ك. مارو” (K. Maro)، مغني راب وصاحب أعمال، كندي لبناني، في رصيده ستة ألبومات والعديد من الاسطوانات الفردية.
نادينا ظريفة، مغنية وسباحة كندية لبنانية، احترفت الغناء منذ سنوات الطفولة وحائزة على عدة جوائز في رياضة السباحة