العصور القديمة
تعود أقدم آثار الوجود البشري في كندا إلى أكثر من 26 ألف سنة، وقد وجدت في منطقة شمالي "يوكون" المحاذية لولاية آلاسكا الأمريكية. ويعتقد بأن هؤلاء كانوا أحفاداً لمهاجرين جاؤوا من شمال-شرق سيبريا سيراً على
مخيم للسكان الأصليين (لوحة زيتية، بول كان 1871)
الأقدام عبر مضيق بهرنغ عندما كان من اليابسة، وكانت سيبريا متصلة مع أمريكا.
ومع ارتفاع منسوب مياه المحيط الهادئ نتيجة ذوبان الجليد، انعزل هؤلاء المهاجرون عن أبناء جلدتهم السيبيريين، وظلوا لنحو 5000 سنة حبيسي الركن الشمالي الغربي للقارة الأمريكية بسبب الطبقة الجليدية السميكة التي كانت تغطي معظم الأراضي الكندية في تلك الحقبة، وتقف حاجزاً أمام انتشارهم في بقية أنحاء القارة.
ومع بدأ ذوبان الغطاء الجليدي قبل نحو 10 آلاف عام، بدأ زحف الهجرات باتجاه الجنوب والشرق. وهكذا نجد أن أقدم المستوطنات البشرية في جنوب "أونتاريو" تعود إلى حوالي 9,500 عاماً.
أما أولى الهجرات الأوروبية في العصور المتأخرة، فكانت لجماعات من "الفايكنغ"، أغلب الظن أنها جاءت من أيسلانده، واستقرت لفترة قصيرة في "نيوفاوندلاند" على السواحل الأطلسية الشمالية الشرقية لكندا حوالي العام 1000 ميلادي.
الاستكشاف والاستعمار االأوروبي
بعد النهاية غير المشجعة لمغامرة الفاكينغ الاستيطانية، لم يعاود الأوروبيون الكرة إلا في القرن السادس عشر. ففي العام 1497، قام
جاك كارتيه
المستكشف "جون كابوت" بالإبحار على طول السواحل الأطلسية لكندا لحساب إنكلترا. تبعه في العام 1534 الفرنسي "جاك كارتييه" باستكشاف الساحل الأطلسي لحساب فرنسا، ثم توغل نحو الجنوب الغربي في مجرى نهر سان لوران.
ولكن تأسيس أولى المستعمرات الأوروبية الدائمة تأخر حتى مطلع القرن السابع عشر (العام 1603)، وكان رائدها الفرنسي "صمويل دى شامبلين"، فظهرت "أكاديا" وعاصمتها "بورت رويال" في العام 1605، ثم مدينة "كيبك" في العام 1608 والتي هي اليوم عاصمة المقاطعة التي لاتزال تحمل الاسم ذاته.
وقد أطلق المستعمرون الوافدون اسم "فرنسا الجديدة" على الأراضي التي سيطروا عليها في حوض نهر سانت لورانس. فيما استقر سكان "أكاديا" في الوجه البحري حيث تقع اليوم مقاطعات "نوفاسكوشا" و"نيوبرنزويك" و"برينس إدوارد آيلاند". وانتشر تجار الفراء الفرنسيون والمبشرون الكاثوليك اليسوعيون "الجزويت" شمالاً حول خليج هدسون، وجنوباً حول منطقة البحيرات العظمى، ومنها واصلوا انحدارهم على طول مجرى نهر الميسيسيبي حتى مصبه في خليج المكسيك جنوب لويزيانا.
واندلعت الحروب بين الفرنسيين والإيروكواس المحليين من أجل السيطرة على
مصرع الجنرال وولف في معركة "سهول إبراهام" في كيبيك في العام 1759
تجارة الفراء. فيما قام الإنكليز بتأسيس محطات للصيد في "نيوفاوندلاند" حوالي العام 1610، ومنها انتشروا جنوباً لتأسيس المستعمرات الثلاثة عشر في "نيو إنجلاند" التي شكلت نواة الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي خضم الحروب بين المستعمرات الإنكليزية والفرنسية في الفترة ما بين 1689 – 1763، جرى ضم "نوفاسكوشا" تحت الحكم البريطاني بموجب معاهدة أترخت 1713.
وفي أعقاب هزيمة فرنسا في حرب السنوات السبع مع بريطانيا، اضطرت إلى التنازل للأخيرة عن جميع مستعمراتها في أمريكا الشمالية، وشمل ذلك معظم فرنسا الجديدة وكندا، وذلك بموجب معاهدة باريس للعام 1763 التي أنهيت بموجبها تلك الحرب.
من الهيمنة الفرنسية إلى الإنكليزية
نص المرسوم الملكي البريطاني للعام 1763 على فصل إقليم "كيبك" عن فرنسا الجديدة (الأملاك الفرنسية السابقة جنوب البحيرات)، وضم جزيرة "كاب بريتون" إلى "نوفاسكوشا". كما أنه فرض القيود على استخدم اللغة الفرنسية وعلى الحقوق الدينية للفرنسيين الكاثوليك. وفي العام 1769، أصبحت جزيرة "سانت جون" (وتُعرف حالياً باسم جزيرة الأمير إدوارد) مستعمرة منفصلة.
ولتهدئة النزاع مع كيبك، جاء قانون كيبك للعام 1774 ليوسع حدود الإقليم فيشمل البحيرات العظمى ووادي أوهايو، كما أنه رفع القيود عن استخدام اللغة الفرنسية، وضمن حرية ممارسة العقيدة الكاثوليكية، وتطبيق القوانين المدنية الفرنسية فيها. وأثار ذلك القانون نقمة العديد من سكان المستعمرات الثلاثة عشر، وكانت من بين الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة الأمريكية ضد الهيمنة البريطانية. وقد أعترفت بريطانيا في معاهدة باريس (1783) باستقلال مستعمراتها الأمريكية الثائرة، وتخلت لها عن الأراضي الواقعة جنوب البحيرات العظمى.
أول مجلس عموم منتخب في كندا السفلى 1793
وكنتيجة للثورة الأمريكية وحرب الاستقلال التي أعقبتها، قام نحو 50,000 من الأمريكيين المحافظين المواليين للإمبراطورية المتحدة والمناهضين للثورة والاستقلال، باللجوء إلى كندا. وفي إطار الترتيبات الإدارية لاستيعاب هؤلاء اللاجئين الأوفياء لإنكلترا، وتوطينهم في كندا، تم فصل "نيوبرانزويك" عن "نوفاسكوشا" في الوجه البحري. ولحل التناقض اللغوي بينهم وبين سكان كيبيك الناطقين بالفرنسية، صدر القانون الدستوري للعام 1791 ليتم بموجبه تقسيم "كيبك" إلى كندا السفلى ولغتها الرسمية الفرنسية، وكندا العليا ولغتها الرسمية الإنجليزية، مع ضمان حقوق سكان المنطقتين في انتخاب الهيئات التشريعية الخاصة بكل منهما.
واصبحت كندا (العليا والسفلى) الجبهة الرئيسية لحرب العام 1812 بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمبراطورية البريطانية. وأعقب تلك الحرب، تدفق هجرات كبيرة من بريطانيا وأيرلندا باتجاه كندا بدءاً من العام 1815. وقد أحصت سلطات المرافئ الكندية نزول 626,628 مهاجراً أوروبياً ما بين العامين 1825 و1846. ومن بين المهاجرين الأوروبيين الذي وصلوا كندا قبل العام 1891، قضى نحو ربعهم أو ثلثهم نحبه نتيجة الأوبئة. ومع مطلع القرن التاسع عشر، بلغ تطور صناعة الأخشاب حداً جعلها تتجاوز من حيث قيمتها الاقتصادية تجارة الفراء.
تحولات نحو الديمقراطية والاستقلال
قاد تطلع الكنديين إلى حكومة منتخبة تكون مسؤولة أمامهم وأمام ممثليهم، إلى قيام ثورات العام 1837 والتي تم إخمادها في نهاية المطاف. وتلا ذلك إصدار تقرير "دورهام" الذي أوصى بحكومة مسؤولة وباستيعاب الكنديين الفرنسيين في الثقافة الإنكليزية. ومع إصدار قانون الاتحاد في العام 1840، تم دمج شطري كندا تحت اسم مقاطعة كندا المتحدة. وبحلول العام 1849، كان ثمة حكومة مسؤولة لسائر المقاطعات التابعة للإمبراطورية البريطانية في أمريكا الشمالية. وأدى توقيع معاهدة "أوريجون" 1846، بين بريطانيا والولايات المتحدة، إلى إنهاء نزاع أوريجون الحدودي. وتوسيع الحدود غرباً على طول خط العرض 49، ممهدةً الطريق لإنشاء مستعمرات بريطانية في جزيرة "فانكوفر" (1849)، و"كولومبيا البريطانية" (1858). وأرسلت كندا العديد من البعثات الاستكشافية نحو أرض روبيرتس Rupert's Land (التي تشمل مناطق شاسعة وسط كندا وخليج هدسون ومحيطه) والمناطق القطبية الشمالية، لبسط سيادتها عليها. وفي هذه الفترة شهدت البلاد زيادة كبيرة في عدد السكان نتيجة لارتفاع معدلات المواليد. وكانت الهجرات الوافدة من بريطانيا تعوض حركة النزوح إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة هجرة الكنديين الفرنسيين الساخطين على تراجع نفوذهم وثقافتهم باتجاه "نيو إنجلاند".
آباء الإتحاد الكندي في جلسة التأسيس 1 تموز 1867
في الأول من تموز/يوليو من العام 1867، وبعد سلسلة من المؤتمرات الدستورية، أُعلِن قانون الدستور الكندي الذي يعتبر الوثيقة التأسيسية لكندا ككيان اتحادي كونفدرالي في إطار الكومنويلث البريطاني. وضمت الكونفدرالية الكندية وقتها أربع مقاطعات هي: "أونتاريو"، و"كيبك"، و"نوفاسكوشا"، و"نيوبرانزويك". ثم ما لبثت أن وسعت سيطرتها على "روبرتزلاند" وعلى المناطق الشمالية الغربية، بعد إخماد ثورة النهر الأحمر التي قام بها "المايتيز" Métis (كنديون مُهجنون من السكان الأصليين والأوروبيين وخاصة الفرنسيين). وإنشاء مقاطعة "مانيتوبا" في العام 1870. وفي وقت لاحق، انضمت كل من "كولومبيا البريطانية"، وجزيرة "فانكوفر" (اللتان اتحدتا في العام 1866)، و"جزيرة الأمير إدوارد" إلى الاتحاد الكونفيدرالي في العامين 1871 و1873 على التوالي.
واتبعت حكومة جون ماكدونالد المحافظة سياسة الحماية الجمركية لدعم الصناعات الكندية الناشئة. وفي محاولاتها لتعمير المناطق الغربية من كندا، مولت الحكومة مشاريع لتشييد ثلاثة خطوط للسكك الحديدية العابرة للقارة (أهمها الخط الحديدي الباسيفيكي). كما فتحت الحكومة أقاليم البراري أمام الاستيطان، وقامت بتأسيس شرطة الخيالة الملكية الكندية RCMP لضمان سيطرتها على الأقاليم التابعة لها هناك وضبط الحدود الجنوبية. وفي العام 1898، ومع تصاعد "حمى الذهب" في حوض نهر كلوندايك والتي عُرفت بـ"Klondike Gold Rush" في المناطق الشمالية الغربية، قامت الحكومة الكندية بإنشاء إقليم "يوكون". وفي عهد رئيس الوزراء الليبرالي "ويلفريد لورييه"، استقر المهاجرون الوافدون من أوروبا في مناطق "البراري"، وفيما بعد أُعلنت كل من "ألبرتا" و"ساسكاتشوان" كمقاطعتين مستقلتين في العام 1905.
كندا بين الحربين العالميتين
ما أن اندلعت الحرب العالمية الأولى في العام 1914 في أوروبا البعيدة، حتى وجدت كندا نفسها في أتونها فجأة بلا خيار. فمع إعلان بريطانيا نفسها طرفاً في الحرب، ترتب على كندا إرسال الجنود المتطوعين إلى الجبهة الغربية لتصبح فيما بعد جزءاً القوات الكندية Canadian Corps. وقد أدت هذه القوات دوراً هاماً في معركة "فيمي ريدج" وغيرها من المعارك الرئيسية في الحرب. ونشأت أزمة التجنيد الإلزامي في العام 1917 عندما قام رئيس الوزراء "روبرت بوردين" من حزب المحافظين، بإجبار سكان "كيبك" الناطقين بالفرنسية على التطوع في الخدمة العسكرية. وفي العام 1919، أصبحت كندا عضواً في عصبة الأمم كدولة مستقلة بعيداً عن التبعية لبريطانيا. وفي العام 1931، صدر تشريع "ويستمنستر" Statute of Westminster والذي أكد على استقلال كندا.
وفي الثلاثينات من القرن العشرين ضرب "الكساد العظيم" الاقتصاد الكندي بشدة على امتداد البلاد، وتسبب في الكثير من المصاعب والآلام خاصة للطبقات الفقيرة. ورداً على ذلك، قام حزب اتحاد الكومونويلث التعاوني CCF ذي التوجهات اليسارية في "ألبرتا" و"ساسكاتشوان"، باتخاذ العديد من الإجراءات على طريق دولة الرفاه خلال الأربعينات والخمسينات بقيادة "تومي دوجلاس" الذي أصبح في العام 1944 رئيس أول حكومة اشتراكية في أمريكا الشمالية (حكومة ساسكاتشوان).
وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من استقلالها عن بريطانيا هذه المرة، أعلنت كندا الحرب على ألمانيا بعد ثلاثة أيام فقط من إعلانها من قبل بريطانيا. وكان ذلك في عهد رئيس الحكومة الليبرالي "ويليام ليون ماكنزي كينج". ووصلت أولى الوحدات العسكرية الكندية إلى بريطانيا في كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته 1939. وشاركت القوات الكندية بشكل فعال في غزوة الحلفاء الفاشلة في "دييب" (شمال غرب فرنسا) العام 1942، وفي غزو إيطاليا، وفي
الإنزال في النورماندي حزيران 1944
إنزال الحلفاء في النورماندي في اليوم-دي D-Day Landings، وما تبعها من معارك النورماندي صيف العام 1944، وفي معركة سكيلدت Scheldt على الحدود ما بين بلجيكا وهولندا خريف العام ذاته. ولايزال الهولنديون يتذكرون بالكثير من العرفان توفير كندا الملجأ والحماية للعائلة الملكية الهولندية خلال الاحتلال الألماني لبلادهم، وتضحيات القوات الكندية لتحريرها من ذلك الاحتلال.
وأدى المجهود الحربي لكندا إلى انتعاش كبير لاقتصادها نتيجة ازدياد الطلب على صناعاتها العسكرية لسد احتياجات قواتها المسلحة وقوات حلفائها في بريطانيا والصين والاتحاد السوفيتي من المعدات الحربية. وعلى الرغم من نشوب أزمة تجنيد أخرى في "كيبك"، فإن كندا خرجت من الحرب وبحوزتها أحد أكبر الجيوش في العالم. وفي العام 1945، وقبل أن تضع الحرب أوزارها، أصبحت كندا أحد الأعضاء المؤسسين لهيئة الأمم المتحدة.
سنوات النضج والازدهار
أدت الثقة بالنفس التي اكتسبتها كندا خلال الحرب، والازدهار الاقتصادي الذي أعقبها، والسياسات التي اتبعتها الحكومات الليبرالية المتعاقبة، إلى تبلور هوية كندية جديدة، تجلت في اعتماد تصميم علمها الحالي الذي تتوسطه
الملكة إليزابيث الثانية تصادق على التعديلات الدستورية في أوتاوا 1982
ورقة القيقب maple leaf الأرجوانية وذلك في العام 1965، وسن قانون الثنائية اللغوية في العام 1969، وتبني سياسة التعددية الثقافية في العام 1971. وكذلك بدأت كندا بتطبيق برامج اجتماعية ديمقراطية على طريق التكافل الاجتماعي ودولة الرفاه، كالـتأمين الصحي العام، ونظام معاشات التقاعد، والقروض الميسرة للطلبة.
وقد توِّجت هذه التحولات بموجة من التغييرات الدستورية والتشريعية، تمخضت عنها سلسلة من المؤتمرات والمناقشات العامة في العام 1982 عرفت باسم التوطين patriation، أي التوطين الكندي في مواجهة التبعية لبريطانيا. وجاء ذلك متزامناً مع وضع ميثاق الحقوق والحريات Charter of Rights and Freedoms. وفي الوقت ذاته، كانت مقاطعة "كيبك" تمر بتغيرات اجتماعية واقتصادية عميقة، من خلال ما عرف بـ"الثورة الهادئة"، والتي أدت إلى نشوء حركة قومية وقفت في طليعتها جبهة تحرير كيبك PLQ الانفصالية، والتي أدت أنشطتها إلى إشعال أزمة تشرين الأول/أكتوبر 1970. وبعد نحو عشر سنوات، جرت في العام 1980 محاولة فاشلة لفصل مقاطعة كيبيك عن كندا عبر تنظيم استفتاء شعبي، لكن نتائجه جاءت مخيبة لأصحاب النزعة الانفصالية. وبعد الاستفتاء كانت ثمة محاولات عديدة في الاتجاه ذاته في العام 1989 ولكن عبر تعديلات دستورية، لكنها باءت بالفشل هي الأخرى. وفي العام 1995، تم تنظيم استفتاء ثانٍ حول الانفصال ومرة أخرى فاز الخيار الكندي وإن بأغلبية ضئيلة، فبلغت نسبة الموافقين 49.4%، بينما كانت نسبة المعارضين 50.6%. وفي العام 1997، قضت المحكمة العليا بأن الانفصال الأحادي الجانب لأي مقاطعة يعد عملاً غير دستوري. وأصدر البرلمان قانون الشفافية Clarity Act الذي بيّن الشروط والإجراءات المقبولة للانفصال عبر المفاوضات مع الحكومة الاتحادية.
تقنية كندية في الفضاء
وفضلاً عن قضية انفصال كيبيك، فإن قضايا وأحداث اخرى صدمت المجتمع الكندي خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. منها مثلاً تفجير الطائرة الهندية رقم 182 في العام 1985 الذي نُسب إلى المتطرفين السيخ في الهند واعتبر أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ كندا، ومجزرة معهد البوليتكنيك في العام 1989 الذي استهدف الطالبات، والنزاع على الأراضي في "أوكا" وبحيرة "جوستافسن" بين حكومة كيبيك والسكان الأصليين في العام 1990، والذي انتهى باعتراف الحكومة باستقلال قبائل "الإنويت" ومنحها الحكم الذاتي في العام 1999 وتأسيس إقليم "نونافوت"، وكذلك تهدئة النزاع مع قبائل "نيسكا" في كولومبيا البريطانية. وفي العام 2008، قام رئيس الوزراء الكندي المحافظ ستيفن هاربر بالاعتذار عن قيام الحكومات الكندية السابقة بانتزاع أطفال السكان الأصليين من ذويهم وإرسالهم إلى مدارس داخلية بهدف تجريدهم من ثقافتهم الأم وإدماجهم قسراً في الثقافة الأوروبية لكندا البيضاء.
وفي هذه الفترة أيضاً، شاركت كندا في الحرب العراقية الأولى 1991، وفي العديد من تشكيلات قوات حفظ السلام. وكذلك شاركت ولاتزال في قوات إيساف الأطلسية التي تقاتل في افغانستان منذ العام 2001، لكنها امتلكت ما يكفي من الحكمة للإحجام عن التورط في غزو العراق في العام 2003، وذلك في عهد الحكومة الليبرالية التي كان يترأسها "جان كريتيان".