أكتب لكم عن تجربتي في استخراج فيزا زيارة لأمي لتزورني في كندا

بقلم : يوسف منصور

كنت قد سألت عن هذا الموضوع كثيرا وكانت كل الإجابات بلا استثناء محبطة وبعضها يكاد أن يقول لي “عشم إبليس في الجنة”وكانت دائما عللهم أني:

* لم أحصل على الجنسية بعد.

* لا أعمل في كندا.

* لابد أن يكون دخلك أعلى من القيمة الفلانية.

* لا بد أن تكون على رأس عملك لمدة كذا.

* لازم يكون لك في البلد المدة العلانية.

*حكاية الفيزا السوبر المعقدة ذات الخمس وذات العشر سنوات

*الأم تجاوزت الستين.

وهكذا.وكان أكثرها إحباطا وألما هو أننا من حملة وثائق السفر المصرية!.

أذكر أن شخصا من شدة حماسته لإثبات أن ما أفكر فيه هو هراء وأبعد من حلم اتصل بصديق له – قال لي أنه محامي وذا خبرة – وأعطاه كل معطياتي ولما قال له أن الأم معها وثيقة سفر مصرية انخفض صوت “الخبير” ولسان حاله يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.وقال والله ياأخي وفر فلوسك وجهدك وتعبك “لو تعمل إيش ما تعمل” والله ما راح يعطوها!

ولي قريبة قالت عن تجربتها في طلب أمها وكذلك قالت لااااااا تحلم! فقد رفضوها أكثر من مرة فقط لأن معها وثيقة.ما دامت تحمل وثيقة السفر المصرية لا تحلم!

الخلاصة أن الجميع أجمع على عدم نجاح التجربة.

ولم أجد من يسر خاطري ويجعل لي بصيص أمل في زيارة أمي لي إلا مواقع الحكومة الكندية الرسمية.فتنفست الصعداء وضربت بكلام الناس عرض الحائط وقررت البدء بالمعاملة.فطلبت من دكتورة زوجتي تقريرا بحملها وتاريخ الولادة المتوقع.وذهبت إلى مكتب محاماة وقمت بعمل دعوة زيارة -كلفت 60 دولار- وأرفقت معها تقرير الدكتورة.

وأخذت الخطاب وحملت كل النماذج المطلوبة لتقديمها لسفارة كندا في المملكة العربية السعودية بدأت بتعبئة النماذج وطباعتها وتصويرها لأرسلها لأهلي هناك.

وأرسلت كل النماذج المطلوبة من موقع الهجرة ومن موقع السفارة الكندية في الرياض بالإيميل لأهلي هناك.

وذهبوا إلى السفارة ومن ثم وجههوهم لتقديم الطلب في مكاتب خدمة خاصة وأظنها كلفت 300 ريال وطلبوا من والدتي أو زوجها بعض الخطابات مثل تعريف بالراتب وكشف حساب من البنك باللغة الإنجليزية لستة أشهر مضت.من الأحداث الملفتة للنظر أن أمي هناك وجدت من الناس إحباطات لا مثيل لها تشبه التي عشتها أنا هنا حتى أن أحد أقاربنا لما سمعها تقول عن سبب زيارتها للرياض ضحك بسخرية.الشاهد في الموضوع أنك مهما سمعت من الناس فلا تلق لهم بالا.ولا أقصد هنا أنك ستحصل عليها حتما.بل ما أقصده هو أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يخبرك بنتيجة طلبك أو معاملتك إلا السفارة نفسها.

فبالتأكيد أن معاملتك غير معاملة أي شخص آخر حتى لو تشابهت الحالات بل وتطابقت أحيانا.قدمت أمي الطلب وطلبوا منها البصمات لليد والعين والرسوم وعادت إلى بيتها وجاءت الموافقة والحمد لله بعد شهر ونصف تقريبا في مثل هذه الأيام من السنة الماضية وقبل أن أتم عامي الأول في كندا وقبل أن أجد عملا!

سأكتب لكم بعض المعطيات والأحداث التي مررنا بها ولا أقول أنها السبب في الموافقة وعدم توافرها سببا للرفض بل أذكرها من باب الاستئناس بها وتقديم أمل وصورة كاملة لتجربتنا:

* طلبنا الزيارة لأمي فقط ويبدو لي أنه من المهم أن تشعرهم بأنها ستعود لبيتها.

* أخذوا كل معلومات عائلتي.

* لم يطلبوا منها كشف طبي.

* لم يطلبوا منها خطاب الشرطة.

* أحد أخوتي مازال طالبا جامعيا ولم يتزوج.

* قدم والدي كشف الحساب بالإنجليزية وواضح أن الرصيد لم يوضع دفعة واحدة لغرض الفيزا. بل وأضاف عليه -بدون أن يطلبه أحد- صك ملكية البيت.

* قدمنا خطاب الدعوة من المحامي ومرفقا معه خطاب الدكتورة بحالة الحمل وتاريخ الولادة المتوقع وصور هوياتنا زوجتي وبنتي وأنا.

* سألونا عن المدة المطلوبة للزيارة وتواريخها وطلبناها لشهرين مع أنه كان أقصى حلمنا أن يكون شهرا واحدا.

* سألونا عن المبلغ الذي ستأخذه معها من أجل الزيارة فقالت 8000 دولار.

*لم يطلب منها أحد في المطار إثبات أن المبلغ المذكور معها.

* لم يطلب منا أحد عمل تأمين صحي لها ولم يكن شرطا أبدا كما يقال.

بل أصدرنا لها تأمينها الصحي بعد وصولها بشكل اختياري.

والحمد لله حصلت أمي على فيزا الزيارة المتعددة لمدة سنتين.

سبحان الله ما أكرمه smile emoticon

جاءت أمي إلى كندا وجلسنا معها أربعة أشهر.

كانت من أجمل أيام العمر.

اللهم لك الحمد smile emoticon

وبما أن الشيء بالشيء يذكر فأذكر من الحكايا العجيبة التي واجهناها في زيارة أمي لكندا أن الكثير من الناس بدأ يسألنا: أكيد ناويين تقلبوها لجوء؛ صح؟وكأنه لا يقوم أحد بمعاملة الزيارة إلا بنية اللجوء.

ولما نجيب أننا ملتزمون بالنظام والعهد أنها زيارة فقط ولا نية لنا لا للجوء ولا لغيره.

هناك من يبتسم ومنهم من ضحك قائلا: كلهم بيقولوا هيك! أو الكلام هذا علينا؟

والأن أقول لعزيزي المحقق كونان العربي: جاءت أمي زيارة وسافرت وأسأل الله أن يجمعني بها قريبا وهي بأتم الصحة والعافية وألا يحوجها لا لي ولا للجوء ولا لأحد إلا لوجه الله الكريم.