النصائح الذهبية للهجرة الكندية
اعداد: حسين يونس
- إعرف حقوقك: في تقديري أنه كلما علمت ما هي حقوقك في كندا، كلما زادت فرص النجاح لديك وتمكَّنت من الإندماج في المجتمع بأريحية، وأنصحك أن تبدأ بالقراءة من الآن قبل الوصول إلى كندا عمَّا هو لك من حقوق وامتيازات، وما هو عليك من واجبات، لأنه مع الأسف كثيراً ما يخسر مهاجرو العالم الثالث حقوقهم بسبب الحالة النفسية المصاحبة لهم من العالم الثالث ورواسبه، فانعدام العدالة الإجتماعية يجعل المهاجر الجديد لا يأبه لحقوقه، وقد لا يسأل عنها إلاَّ متأخراً.
- حافظ على العملة المناسبة لك: بطبيعة الحال عندما تأتي إلى كندا ستكون العملة التي بين يديك هي الدولار الأمريكي، وفي هذه الأيام وبسبب تدهور أسعار النفط العالمية، تدهور معها سعر الدولار الكندي مقابل الأمريكي والذي يعتمد جزء من إقتصاده على تصدير النفط، وهذا يعني أنه لديك فرصة رائعة للإستفادة من إنخفاض الدولار الكندي بتحويل أكبر قدر ممكن من الأمريكي إليه، فحسب صرف اليوم الـ ٥٠ ألف دولار أمريكي تساوي ما يقارب الـ ٧٢ ألف دولار كندي، الأمر الذي سيعطيك سيولة كندية بشكل أكبر حتى تقدر على إحتواء الغلاء الفاحش في كندا، الأمر الذي ستشعر به منذ اليوم الأول، بالمقابل عليك الإنتباه لأمر مهم جداً قبل تحويل جميع دولاراتك الأمريكية إلى كندية، فإن كان لديك إلتزامات مالية خارج كندا مثل تحويل مصروف شهري لوالديك أو من تعولهم في بلدك الأم، فستحتاج للحفاظ على جزء من مالك بالدولار الأمريكي والذي أصبح اليوم بمثابة كنز صعب المنال لمن هم داخل كندا ومدخراتهم بالعملة الكندية، فالعملة الأمريكية هي العملة الوسيطة للحوالات الدولية ولا يمكن إتمام الحوالة من دونها، فيجب الإبقاء على قدر من الدولار الأمريكي داخل كندا – حسب حاجتك – كي توفي بإلتزاماتك المالية في بلدك الأم، وذلك من خلال فتح حساب بنكي فور وصولك إلى كندا لإيداع الدولار الأمريكي، وغالباً ما يُطلق عليه إسم (Borderless Account)، وهذا الحساب ثانوي وهو إضافة إلى الحساب البنكي الأساسي والذي هو بالدولار الكندي والذي يُطلق عليه (Service Account) أو (Checking Account).
- لا تصدق البنوك على الإطلاق: أول ما ستقوم به البنوك في كندا هو إغراقك بعروض إستثمارية كثيرة ومتعددة، ولكنها ليس لها أي قيمة حقيقية، وهم لن يرحموك أبداً خصوصاً إذا كان لديك إيداع مالي محترم، فلا تصدق أياً من عروضهم التي تبدو مغرية وأعرض عنها لأنها ليست كذلك، وإذا مارسوا عليك ضغوطاً نفسية من خلال إحراجك أو إرعابك لأنك لم تستمع لنصائحهم الشيطانية، قل لهم بهدوء: (سأفكر بالموضوع) وغادر البنك فوراً بعد الإنتهاء من إيداع نقودك إلى أن تفهم حقيقة ما يدعونك إليه.
- إستغل الإعفاء الضريبي: أغلب المهاجرين الجدد لا يعلمون أنَّ لهم فرصة ذهبية للإستفادة من الإعفاء الضريبي لحظة وصولهم إلى كندا، فيمكنك كمهاجر إدخال ما شئت من أموال وعفش وحاجيات من دون أن تدفع أي ضريبة مالية، والكثيرون لا يعلمون عن هذا الإعفاء الذهبي إلاَّ عندما يصلون إلى كندا لأنهم لم يقرؤوا عنه قبل الهجرة، وهذا إعفاء حقيقي يشمل كل شيء حتى لو جلبت معك مليون دولار.
- كن موظفاً ولا تستثمر: إياك أن تتورط لحظة وصولك في أي إستثمار في كندا، مهما كان نوع الإستثمار من بنكي أو عقاري أو أسهم في البورصة، وفي عامك الأول لا تحاول إنشاء أي مشروع وأنت لم تندمج بعد في البلاد ولم تتعرف على قوانينها ولا ثقافة الإستثمار فيها، وأنصحك أن تبحث عن وظيفة لتفهم من خلالها كيف تعمل العجلة الإقتصادية في كندا ولتتمكن من استيعاب ما يدور حولك، وبعدها قرر إن كنت ترغب في إنشاء عملك الخاص أو تستمر في الوظيفة.
- لا تنبهر وحافظ على توازنك: إن كنت ستنبهر بكل ما ستراه أمامك، فستفقد توازنك وستنزلق من مصيبة إلى الأخرى، وتذكر أنَّ ما قام به الكنديون اليوم من حضارة، قد قام بمثله الكثير من الأمم على مر التاريخ وعلى رأسهم العرب والمسلمين، ففي حقيقة الأمر ليس هناك ما يدعو إلى الإنبهار بشكل يُفقدك عقلك، والمحافظة على التوازن سيساعدك على اتخاذ قرارات صائبة تحميك وتحمي أسرتك من أي خسارة ممكنة.
- تصالح مع عِرقك ودينك: أنا أتفهم تماماً ما تشعره به الآن خصوصاً كلما إقترب موعد الرحيل، ويمكنني أن أتخيل كمية الإحتقان الداخلي في نفسك إزاء العالم الثالث وعنصريته وتخلفه، فقد مررت به قبلك، وأراك متلهفاً لركوب أول طائرة لترحل بك بعيداً، ولكن تأكد تماماً من أنَّ هذا الإحتقان سيخف عاماً بعد عام إلى أن يزول تماماً، فلا تُفحِش في الحقد على ذاتك العربية ولا على شريعتك الإسلامية، لأنه عندما يزول هذا الإحتقان، ربما يكون الوقت قد تأخر للمصالحة مع الذات، وبعدها ستدفع ثمن ذلك باهظاً جداً من داخل بيتك، فعليك أن تضبط نفسك قدر المستطاع.
- إستمع للجميع ولا تصدق أحد: فور وصولك إلى كندا، ستستمع إلى الكثير الكثير من القصص والسواليف الغير حقيقية مِمَن هم حولك من الجالية العربية وغيرها، وستستمع لما هو مُحبط وما هو مُفرح، وستستمع لأمة مازالت لا تقرأ ولا تبحث وفقط تقلد من دون فهم، ستستمع لقصص متناقلة على ألسن الناس غالباً ما تكون خيالية وليس لها أي وجود، والجميع قرر أن يصدقها ويفني عمره في تناقلها من دون وعي، وكل ما عليك فعله هو عدم التصديق إلى أن يتضح لك الصادق من الكاذب.
- إفعل ما هو صحيح وليس ما هو طبيعي: ستجد الكثير من العرب وغير العرب، ومن المسلمين وغير المسلمين يقومون بأمور تبدو طبيعية للمجتمع الذي يعيشون فيه ولكنها ليست صحيحة، فلا تقلدهم فقط لأنه بات أمراً طبيعياً وشائعاً بين الناس، ولكن إلتزم بفعل ما هو صحيح والذي غالباً لا يفعله جلَّ البشر، فعلى سبيل المثال الغالبية العظمى في كندا تلجأ للبنوك للإقتراض وشراء بيت، وهذا أمر طبيعي في كندا، ولكن هل هو صحيح؟ بالتأكيد لا، فعندما تنفق عمراً كاملاً لتسديد رهن عقاري تصل قيمته إلى ٧٠٠ ألف دولار بحجة الإستثمار وجعل الجالية أكثر قوة، فهذا تسخيف لعلوم الإقتصاد التي تدحض كل هذا الكلام. ولعلي أتطرق لهذه النقطة في مقال منفصل بإذن الله.
- لا تحرق جسور العودة: مهما كانت أمورك مُيسرة في كندا، ومهما أصبحت في غنىً عن العالم الثالث وعن بلدك الأصلي، نصيحتي لك ألاَّ تحرق جسور العودة، ولا تفسد علاقتك ببلدك الأم أو أي بلد عملت به في الشرق الأوسط، لأنك بكل بساطة لا تدري ماذا يُحدِث الله بعد ذلك من تطورات في حياتك قد لا تتحملها، ويُصبح الحل الوحيد هو العودة إلى عشِّك من جديد لحفظ ما تبقى لك من خير.
0 التعليقات: