ماأعجبني في كنــــــــــــــــــدا !!! الجزء الأول

ليس من السهل على الأنسان هجر وطنه وأحلامه وذكريات طفولته وكل الذي بناه في حياته ليذهب مجبرا للعيش في بلاد المنافي والغربة بعيدا عن الأهل والأصدقاء والخلان. لكن كما يقول المثل الشعبي اللي جابرك على المر غير الأمر منه!! من هنا أبتديء الحكاية عندما قدمت للهجرة الى كندا في أواسط العام 2007 بعدما سمعت من الأصدقاء الذين سبقوني الى هناك عن مدى عظمة ورقي هذه الدولة فهي دولة تهتم بمواطينيها بغض النظر عن دينهم وعرقهم وخلفياتهم التي جاؤوا منها وهي بلد الفرص المتاحة للجميع وأي شخص يستطيع ان يحقق احلامه وطموحه هنا في كندا شرط توفر الأرادة والعزم على ذالك.وبعد أن خضت هذه التجربة وقد أكملت السنة الثالثة لي على التوالي في هذا البلد الرائع زادت أيماني وقناعتي بأن هذا البلد يستحق أن يكون وطني الثاني وبجدارة فالوطن بمفهومه الشامل هو ليس المكان الذي يؤيك بل هو المكان الذي تجد فيه أنسانيتك وأدميتك وتعيش فيه مرتاح البال والضمير تنعم بعبق الحرية وشمس الكرامة التي كدنا أن نفقدها في أوطاننا التي أصبحت مرتعا للصوص والأنتهازين الذين تسلطوا على رقاب شعوبنا ليحكومونا تحت ظل الشعارات الزائفة تارة باسم الدين وتارة بأسم الوطنية والقومية وغيرها من الشعارات الفارغة التي لاتغني ولاتسمن من جوع! الحياة في كندا جميلة بكل المعاني والكلمات هنا تجد المكان المثالي لبدء حياة جديدة أنت وعائلتك أساسها المواطنة والعمل الدؤوب والأنجاز الرائع .. لايوجد فشل أو ياس مهما أشتدت الخطوب وعظمت التضحيات ففي النهاية سيأخذ كل ذي حق حقه دون نقصان أو ظلم .خلال سنواتي الثلاثة التي عشتها هنا في كندا شاهدت بأم عيني ولمسته كحقيقة واضحة لالبس فيها عن ماكان يحكى لنا عن التعامل الأنساني والأخلاقي للدولة مع مواطينيها وعن التعامل الودي بين أفراد الشعب بالرغم من تنوع ثقافاتهم وخلفياتهم الأثنية ؟ ولندخل في صلب الموضوع حول ماأعجبني في كندا "

1- التعامل الراقي بين الناس في أي مكان في الأسواق في المدارس في الجامعات في الدوائر والمصالح الحكومية بل حتى في الشارع ... الكل يبادرك بالأبتسامة حالما تنظر اليه يبادرك بالتحية قبل أن تبادره انت ... في الدوائر الحكومية والخاصة تجد الموظفين سعداء بمساعدتك وأنجاز معاملتك دون تذمر أو ضجر 

2- أكثر المعاملات وتقديم الطلبات تستطيع أنجازه الكترونيا عن طريق الأنترنت ... مثل أستخراج رخص القيادة وتجديد بطاقات الأقامة والكارت الصحي وحجز المواعيد وأستخراج رخص العمل وكل مايخطر على بالك تستطيع أنجازه وأنت جالس في منزلك أو مكان عملك دون الحاجة الى الذهاب الى تلك المؤسسة لأنجازه

3-النظام المصرفي المنظم والدقيق ..أيضا تستطيع دفع الفواتير ومراقبة حسابك المصرفي ووضعك الأئتماني وتسديد الرسوم والنفقات وفتح الحسابات المصرفية وتحويل العملة وأرسالها الى أي مكان في العالم عن طريق الأنترنت دون مشاكل أو عقبات 

4- النظام التعليمي الرائع من مرحلة رياض الأطفال الى المرحلة الجامعية حيث تجد أكثر الأطفال يعشق الذهاب الى المدرسة ويحزن عندما تأتي العطلة فالطفل يجد ضالته في المدرسة فطريقة التعليم والتدريس ليست بالطريقة التقليدية المتبعة في مدارسنا التي تعلمنا بها فهي طرق تعتمد على تشجيع وابراز مهارات الطالب وتقديم المادة العلمية له بشكل محبب وجميل بحيث لاينفر منها ... والطريف في الأمر أنه لايوجد واجب منزلي خصوصا في المراحل الأبتدائية في التعليم حيث ينجز الطالب كل فروضه المنزلية في المدرسة التي يمتد الدوام فيها من الساعة 8:30 صباحا وحتى ال3:00 عصرا وهو وقت ليس بالقليل يستمتع الطالب فيها بالدراسة واللعب .. ناهيك عن أستعمال وسائل الكنلوجيا في التعلم فكل مدرسة مغطاة بشبكة لاسلكية للأنترنيت ومسموح لكل طالب أ يجلب معاه حاسوبه الشخصي او جهازه اللوحي للمدرسة ليساعده في أداء فوضه المدرسية

5- يغرسون لدى المواطن منذ الصغر روح وقيمة العمل التطوعي دون مقابل فترى الخدمة التطوعية منتشرة هنا في كندا وأي شخص يستطيع تكريس جزء من وقته للعمل التطوعي مثل المستشفيات والمدارس وعيادات الأطباء بل وحتى الأسواق العامة والمولات وتنظيم المرور وغيرها ومن الأمور الجيدة أنه يطلب من كل طالب قبل التخرج من الثانوية مايعادل 40 ساعة عمل تطوعي في اي مجال من مجالات خدمة المجتمع وهذه الساعات تضاف الى رصيد الطالب ومجموعه العام 

6-لايوجد تفرقة دينية أو عنصرية او جنسية فالكل سواسية هنا لافرق بين أوربي وعربي بين مسلم أو هندوسي أو مسيحي أو أية ديانة أخرى فالتعايش السلمي هنا هو السمة الواضحة للمجتمع الكندي ..

7- القانون يحترم بشكل صارم ولايتم التهاون في تطبيقه لايفرق بين أحد وأخر فرئيس الوزراء يحاسب حاله حال المواطن البسيط ولايوجد محاباة أو أستثناء في ذالك ... والقانون هنا له كلمته وسطوته فوق أي أعتبار فلا تجد هنا شرطي في كل منطقة أو حي لكن تجد اليافطات التي تقوم مقام الشرطي او رجل الأمن والمفروض أن تحترم كما لو أنه هنالك شرطة أو رجل أمن ... ويستطيع أي شخص خرقها دون أن يمسك به لكن أن تم الأمساك به فستكون عقوبته صارمة وسيلطخ سجله الجنائي مدى الحياة لذالك ترى الناس حريصين على أحترام القانون وتطبيقه...وعندما تقود مركبتك في الطريق تجد الجميع ملتزم بقوانين المرور وبالسرعة المحددة لكل طريق فلاتجد من يزاحمك أو يضايقك أو يستعمل جهاز التنبيه في السيارة لأزعاجك فالجميع يتصرف بنضج والتزام .

8- المكتبات العامة المنتشرة في كل حي أو منطقة فهي ليست مكتبة فقط بل هي مكتبة تستطيع أستعارة الكتب والأفلام والألعاب الألكترونية منها وكذالك هي مقهى للأنترنيت حيث تتوفر فيها بث الأنترنيت الللاسلكي وهي مكان للمذاكرة والمطالعة لما توفره من أجواء رائعة لذالك كذالك هي مكان لأقامة الندوات والدروس المجانية والمدفوعة الأجر لتعلم اللغة الأنكليزية وأتقانها وكذالك أقامة الفعاليان الصيفية للأطفال ومهرجانات الرسم والكتابة والأعمال اليدوية والفنون .. كل ماعليك هو الذهاب الى أقرب مكتبة وأستخراج بطاقة المكتبة بعدها يمكنك التمتع بكل تلك الخدمات الرائعة 

9- السكن من الأمور المهمة والحيوية للمواطن الكندي فعندما تروم بتأجير شقة أو منزل تكون الشقة كاملة متكاملة من حيث الخدمات الأنترنيت والهاتف والنظافة والصيانة والكهرباء والمياه كل ماعليك هو دفع الأيجار والسكن فيها والعوائل أو الأشخاص الذين لايقون على دفع الأيجارات المرتفعة توفر الحكومة بديلا لذالك عن طريق توفي شقق وبيوت واطئة الكلفة حيث يدع الشخص نصف المبلغ الذي يدفعه للمستاجر في الشقق أو البيوت الخاصة فمثلا اذا كان الأيجار الذي يدفعه الشخص 1000$ يكون 500 $ بالنسبة للشقق واطئة الكلفة يتم دفعها للحكومة الكندية ..اما المشردون فلهم ملاجيء ومآوى توفرها الدولة لهم يسكنون فيها لذالك قلما تجد مشرد يعيش في العراء خصوصا في ايام الشتاء القارسة البرودة حيث تصا درجة الحرارة الى -50 درجة مئوية تحت الصفر .

وللحديث بقية