الهجرة إلى كندا رحلة الحلم والوهم

وجهة نظر "الحلم الكندي بين الحقيقة والخيال"

كثيرة منا يفكر بالهجرة و بداخله احلام كبيرة و كثيرة عن الحياة هنا في ارض الاحلام. قبل هجرتي كان بداخلي تصور عن الحياة هناك و المجتمع الكندي و قلق من فرق الثقافات و الحياة العامة. دعونا نترك مجال المقارنة بين بلادنا الحبيبة و الغرب بعيدا لانها لن تشمل كل الجوانب و هذا في حد ذاته غير منصف. هنا سوف تكسب اشياء كثيرة و تخسر اشياء كثيرة بالتساوي فعليك ان تحدد اختيارتك بناء علي اولوياتك 
اولا ماذا تخسر لانها البداية بمجرد مغادرتك ارض الوطن و دفء الاحبه فانت تغادر واثقا من العودة تنظر الي اهلك لتملاء روحك بملامحهم تحفر ابتسامة امك في عقلك تتمسك بحضن ابيك حتي صالة الخروج تنظر لاخواتك بعيون الذكريات الجميلة التي هي زادك في غربتك 
انطلقت الطائرة لهناك بعيد اقصي الشمال الجانب الاخر من القارة اذا كنت عازب فلك الله وحده اعلم بما فيك و هو وحده قادر علي التخفيف عنك فالغربة بلا عائلة صغيرة او كبيرة هي الجحيم في الارض 
اما اذا كنت متزوج و لك اسرة و اولاد فهذه نعمة كبيرة تستحق الحمد و الشكر لله. 
بهبوط الطائرة في ارض الشمال اصبح اهل بيتك اسرتك الصغيرة هي كل عالمك الذي فيه تفرح، تحزن، تضحك، تبكي. 
من الان تتغير نظرتك للحياة كما تتغير انت بالنسبة لاهلك و اخواتك و اقرباءك و اصدقاءك مغترب مهاجر لن يعود قبل سنوات و يتخيلوا انك نسيتهم في غربتك او جنتك كمان يتصورون. 
يتخيلوا انك لا تشعر بهم و لا تقلق عليهم و انك مشغول عنهم و لكن الحقيقة علي النقيض التام فأنت تتمني ان تراهم و لو لدقائق تشعر بانفاس امك عندما تقبلك و تضمك في حضنها الحنون و عندما تضع راسك علي كتف ابيك تستند عليه و تحتمي فيه من تعب الدنيا و جفاء غربتك كل ما سوف تخسره في هجرتك هو حضن و دفء اهلك و احبائك. اما ما سوف تكسب فهو الكثير سوف تكسب احترامك لنفسك و احساسك بقيمتك كانسان لك حقوق نعم عليك واجبات ولكنها بسيط لاي انسان يلتزم القانون و يتفهم ان حريته تقف عند حرية الاخرين و يحترم التعددية و اختلاف الثقافات. فانت بهجرة سوف تشعر بادميتك كما ان البلد نفسها تعاملك بانك قيمة مهمة تبني اقتصادها فتكفل لك حياة كريمة بكل معني الكلمة فأنت عندما تعمل تكسب احترام نفسك و الاخرين و اذا لا قدر الله حدث لك مكروه سوف يكفلك وطنك الجديد او البديل و يوفر لك العلاج و الحياة الادمية التي يستحقها انسان خدم بلده عندما كان يملك ما يقدمه لها. دعونا نذكر هنا مثال بسيط عن احترام كندا لشعبها و تقديرها لمن يعمل لاجل رفع شأنها و الحفاظ علي امنها و هو الاحتفال بيوم الذكري او التخليد Remembrance Day الذي تحتفل به كندا سنويا في 11 نوفمبر. هذا اليوم هو تقدير و تذكير للجنود الكنديين الذين ضحوا بارواحهم في الحرب العالمية تجد الجميع صغار و كبار يضعون وردة حمرا علي صدورهم "زهرة الخشخاش" و هي رمز الدماء التي سالت من الكنديين في هذه الحرب و تحتفل المدارس بهذه المناسبة لتعلم اجيال المستقبل احترام تاريخكندا و تقدير من يضحي من اجل بلدهم و لتزرع في عقولهم تقدير العمل من اجل غدا افضل وحتي تتذكرهم بالتبعية الاجيال القادمة اي قيم افضل من ذلك نريد ان نزرعها في عقول الاجيال القادمة افضل من الاحترام و التقدير للعمل و الوطن و الوفاء لمن لا نعرف عنهم الانهم ضحوا بحياتهم من اجل غدا افضل لنا.
الان ناتي للاجابة عن السؤال الحلم الكندي بين الحقيقة و الخيال!! كندا هي الحقيقة و الخيال معا الحقيقة التي نعيشها و الخيال الذي نتمني ان يطول جميع القارات في احترام الاخر و المساواة بغض النظر عن الجنس و اللون و اللغة و الدين. كندا مثال حي لقدرة الانسان علي التعايش السلمي مع الآخرين بمختلف طبائعهم و ثقافتهم هنا الجميع يخضع للقانون الصارم الذي لا يسمح لاحد بالتطاول علي الاخر و الا سوف يكون منبوذ اجتماعيا و تحت طائلة القانون بحكم قوانين العنصرية و الاضطهاد لا نستطيع ان ننكر او نتغاضي عن بعض حالات العنصرية المقننة و لكن لا يوجد مكان علي الارض يخلو من مرضي الانفس و محدودي العقل كما لا يخلو مكان من الامراض و الفيروسات فهذه سنة الله في خلقه لا تعرف قيمة الشئ الا في حالة وجود نقيضه. 
كلمة اخيرة حقق حلمك الكندي " كندا ليس جنة الله علي الارض و لكنها ارض الاحلام تستطيع ان تنجح و تتفوق اذا اردت ذلك. هنا ليس هناك حدود للطموح اصنع حلمك لتعيشه واقع".