كندا: ازمة الهدر الغذائي تنتظر الحلّ !!!
الأعياد مناسبة للاحتفال ولقاء الأهل والأصدقاء و لتحضير الأطعمة الشهيّة الخاصّة بكل مناسبة.ويكثر خلال هذه الفترة هدر الطعام، وأزمة الهدر موجودة في العديد من الدول حول العالم، بغضّ النظر عن الأعياد وما يرافقها من إنفاق أحيانا كثيرة دون حساب.
واتّخذت بعض الحكومات إجراءات للحدّ من الهدر الغذائي في حين تنظّم العديد من الهيئات والجمعيّات حملات توعية لمكافحة الأزمة والبحث عن حلول لها.وعلى سبيل المثال، يحظر القانون في فرنسا على محلاّت السوبر ماركت هدر الطعام، وفي بريطانيا، تمّ تطوير تطبيق على الهواتف الذكيّة لمواجهة مشكلة الهدر الغذائي.
وفي إيطاليا، تفيد الشركات التي تتبرّع ببقايا الطعام من إعفاءات ضريبيّة.لكنّ كندا ما زالت حتّى الآن تفتقر إلى سياسة لمواجهة أزمة هدر الأطعمة وفق تقرير أعدّته سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة.
وتبلغ قيمة الطعام المهدور الذي ينتهي في القمامة او يتحوّل إلى سماد 31 مليار دولار سنويّا حسبما ورد في تقرير صدر عام 2014 عن Value chain management center.
بالمقابل، يلجأ 850 ألف كندي إلى بنوك الغذاء شهريّا.والمشكلة عالميّة وليست محصورة في كندا، وتفيد منظّمة الأغذية والزراعة الدوليّة الفاو أنّ 1،3مليار طنّ من الطعام تُرمى سنويّا في القمامة.تقول أخصّائيّة التغذية والخبيرة في هدر الأطعمة اديت واليت إنّ قسما كبيرا من الهدر يتمّ في المنازل.والهدر يكثر بصورة خاصّة في زمن الأعياد كما تقول وتضيف:
لم نذهب يوما ولم أذهب شخصيّا مرّة إلى حفل عيد الميلاد ووجدت نقصا في الطعام، ورغم ذلك، نتساءل دوما إن كان لدينا ما يكفي منه.وتضيف أنّ الطعام في هذه المناسبات يبقى على المائدة لوقت طويل ما يزيد من صعوبة حفظه ويدفعنا لرمي الكثير من اللحوم المبرّدة والأجبان في القمامة.والتخطيط لشراء الطعام مهمّ للغاية ويؤدّي إلى تجنّب الهدر بصورة كبيرة.واخذ الوقت لاختيار ما نحتاجه مهمّ بالدرجة الثانية كما تقول اديت واليت وتتابع قائلة:
الخطأ الثالث الذي يرتكبه الناس عادة هو في طريقة تخزين الأطعمة. والمشكلة مطروحة بخاصّة بالنسبة للخضار والفواكه.وينبغي أن نختار الأفضل بين تخزينها في الثلاّجة او في درجة حرارة الغرفة.
ويساهم التغليف أيضا في حفظ الفاكهة والخضار لمدّة أطول تقول اختصاصيّة الغذاء والخبيرة في هدر الطعام اديت واليت.ويقول وزير الزراعة الكندي لورانس ماكولي في حديث لسي بي سي إنّ هدر الطعام يندرج في إطار السياسة الغذائيّة التي سوف تتعامل كندا معها في غضون سنة او سنتين.“في العام 2017، سوف نكون منفتحين على المناقشات العامّة في البلاد.
أيّ شخص ملتزم، من اختصاصيّي التغذية ومجموعات الطعام وتجّار التجزئة وربّما المسنّين في منازلهم، نريد أن نستمع إلى أيّ شخص يمكنه أن يضيف إلى سياسة الغذاء” قال الوزير ماكولي.وكانت جهود سابقة قد فشلت في وضع ملفّ هدر الطعام في دائرة الاهتمام الحكومي.وعلى سبيل المثال، طرحت ايلين بروسو النائبة عن الحزب الديمقراطي الجديد بصورة خاصّة مشروع قانون حول الموضوع أمام مجلس العموم.
وطلبت فيه من الحكومة الفدراليّة أن تعمل بالتعاون مع حكومات المقاطعات على وضع أهداف محدّدة للهدر الغذائي.وفشل مشروع القانون في قراءة ثانية في تشرين الأوّل اكتوبر الفائت.ودعت بروسو أيضا إلى وضع برنامج تعليمي ليدرك المستهلكون كم من الطعام يهدرون، لا سيّما وأنّ 47 بالمئة من الهدر يتمّ في المنازل.
واعتبرت أنّ كندا متأخّرة جدّا عن الدول الأخرى في التعامل مع أزمة الهدر الغذائي.وبانتظار أن تعتمد اوتاوا سياسة غذائيّة، تقوم بعض الجمعيّات وبعض الناشطين بمبادرات على هذا الصعيد.وعلى سبيل المثال، تقوم مؤسّسة الحصاد الثاني Second harvest الخيريّة في تورونتو بتوزيع الأطعمة الطازجة على المحتاجين منذ العام 1955.
وتقوم بتوزيع الأطعمة المتبرّع بها والأطعمة الفائضة على نحو 200 وكالة مساعدة في المدينة.ولولا هذه المبادرة، كانت هذه الأطعمة ستذهب إلى القمامة وفق ما تقوله المؤسّسة.ويتبرّع بالأطعمة تجّار التجزئة والمصنّعون والمطاعم ومتعهّدو تقديم الطعام.
فضلا عن ذلك، يهدف تطبيق فلاشفود Flashfood الاختباري للتواصل مع المتسوّقين الباحثين عن حسومات على الأطعمة، ومساعدتهم على إيجاد طعام بثمن أرخص كان سينتهي لولا ذلك في سلّة القمامة.ويمكن لمستخدمي التطبيق أن يطلبوا المأكولات عبر الانترنت وأن يتسلّموها من متجر او من مطعم.هذا فضلا عن مجموعات أخرى تتبرّع بالفائض من الطعام للذين يحتاجونه.
ولا بدّ من الإشارة في الختام إلى أنّ منظّمة الأمم المتّحدة وضعت الحدّ من الهدر الغذائي بين أهداف التنمية المستدامة في إطار خطّتها الانمائيّة للألفيّة، وتمّ اعتمادها في الجمعيّة العموميّة عام 2015.وتهدف الخطّة لتقليص الهدر الغذائي إلى النصف بحلول العام 2030.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)
0 التعليقات: