تاريخ كندا .....الجزء الأول
العصور القديمة
تعود أقدم آثار الوجود البشري في كندا إلى أكثر من 26000 سنة، وقد وجدت في منطقة شمالي "يوكون" المحاذية لولاية آلاسكا الأمريكية. ويعتقد بأن هؤلاء كانوا أحفاداً لمهاجرين جاؤوا من شمال-شرق سيبريا سيراً على
الأقدام عبر مضيق بهرنغ عندما
كان من اليابسة، وكانت سيبريا متصلة مع أمريكا.ومع ارتفاع منسوب مياه المحيط الهادئ نتيجة ذوبان الجليد، انعزل هؤلاء المهاجرون عن أبناء جلدتهم السيبيريين، وظلوا لنحو 5000 سنة حبيسي الركن الشمالي الغربي للقارة الأمريكية بسبب الطبقة الجليدية السميكة التي كانت تغطي معظم الأراضي الكندية في تلك الحقبة، وتقف حاجزاً أمام انتشارهم في بقية أنحاء القارة.
ومع بدأ ذوبان الغطاء الجليدي قبل نحو 10000 عام، بدأ زحف الهجرات باتجاه الجنوب والشرق. وهكذا نجد أن أقدم المستوطنات البشرية في جنوب "أونتاريو" تعود إلى حوالي 9500 عاماً.أما أولى الهجرات الأوروبية في العصور المتأخرة، فكانت لجماعات من "الفايكنغ"، أغلب الظن أنها جاءت من أيسلانده، واستقرت لفترة قصيرة في "نيوفاوندلاند" على السواحل الأطلسية الشمالية الشرقية لكندا حوالي العام 1000 ميلادي.
الاستكشاف والاستعمار االأوروبي
بعد النهاية غير المشجعة لمغامرة الفاكينغ الاستيطانية، لم يعاود الأوروبيون الكرة إلا في القرن السادس عشر. ففي العام 1497، قام
المستكشف "جون كابوت" بالإبحار على طول السواحل الأطلسية لكندا لحساب إنكلترا. تبعه في العام 1534 الفرنسي "جاك كارتييه" باستكشاف الساحل الأطلسي لحساب فرنسا، ثم توغل نحو الجنوب الغربي في مجرى نهر سان لوران.
ولكن تأسيس أولى المستعمرات الأوروبية الدائمة تأخر حتى مطلع القرن السابع عشر (العام 1603)، وكان رائدها الفرنسي "صمويل دى شامبلين"، فظهرت "أكاديا" وعاصمتها "بورت رويال" في العام 1605، ثم مدينة "كيبك" في العام 1608 والتي هي اليوم عاصمة المقاطعة التي لاتزال تحمل الاسم ذاته.
وقد أطلق المستعمرون الوافدون اسم "فرنسا الجديدة" على الأراضي التي سيطروا عليها في حوض نهر سانت لورانس. فيما استقر سكان "أكاديا" في الوجه البحري حيث تقع اليوم مقاطعات "نوفاسكوشا" و"نيوبرنزويك" و"برينس إدوارد آيلاند". وانتشر تجار الفراء الفرنسيون والمبشرون الكاثوليك اليسوعيون "الجزويت" شمالاً حول خليج هدسون، وجنوباً حول منطقة البحيرات العظمى، ومنها واصلوا انحدارهم على طول مجرى نهر الميسيسيبي حتى مصبه في خليج المكسيك جنوب لويزيانا.
واندلعت الحروب بين الفرنسيين والإيروكواس المحليين من أجل السيطرة على
تجارة الفراء. فيما قام الإنكليز بتأسيس محطات للصيد في "نيوفاوندلاند" حوالي العام 1610، ومنها انتشروا جنوباً لتأسيس المستعمرات الثلاثة عشر في "نيو إنجلاند" التي شكلت نواة الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي خضم الحروب بين المستعمرات الإنكليزية والفرنسية في الفترة ما بين 1689 – 1763، جرى ضم "نوفاسكوشا" تحت الحكم البريطاني بموجب معاهدة أترخت 1713.
وفي أعقاب هزيمة فرنسا في حرب السنوات السبع مع بريطانيا، اضطرت إلى التنازل للأخيرة عن جميع مستعمراتها في أمريكا الشمالية، وشمل ذلك معظم فرنسا الجديدة وكندا، وذلك بموجب معاهدة باريس للعام 1763 التي أنهيت بموجبها تلك الحرب.
0 التعليقات: