لاتهاجر الي كندا قبل قراءة هذا المقال!
ارسل لي أحد اصدقائي مقالة مثيرة للاهتمام وهي تصف معاناة القادمين الجدد الي كندا. كاتبة المقالة هي امرأة هندية قدمت الي كندا في عام 2009 . وقد قمت بترجمة قصتها بالأسفل لاتاحتها لجميع القراء, حيث أن وجهة نظرها واقعية الي حد بعيد, ولو ان لهجة الرواية تعكس احساسا مبالغا بالمرارة واليأس, قد يكون دافعه الاحباط أكثر من النظرة الموضوعية للأمور. ويجب أن أوضح هنا, كما أذكر دائما في تعليقي علي الروايات المشابهة, أن الهدف من عرض هذه الرواية ليس هو اثناء من يود الهجرة الي كندا عن حلمه, ولكنني أرغب في وضع تجارب لأخرين نصب أعينهم لكي يدركوتماما حجم التحدي الذي يواجههم. وان كانت هناك بعض قصص الفشل فهناك مايقابلها من قصص النجاج التي نحرص علي عرضها أيضا. هاهي الرواية المترجمة:بواسطة أوشا داستورونتو:
لقد قرأت هذا الأسبوع أن هناك حوالي 257 ألف مهاجر إلى كندا في عام ٬2012 وقد انتابتني القشعريرة حين فكرت في مصير هؤلاء المهاجرين الذين سوف يبدأون في البحث عن عمل في اليوم التالي من وصولهم. وعندما تستنفذ تقريبا أموالهم التي أحضروها معهم ,سوف يكون عليهم الحصول على وظيفة بسرعة.
شخصيا ٬ كان لدي عائلتي حياة ممتازة في دبي. فقد تمكنا من الحصول على تعليم جيد لأطفالنا. وكان لدي زوجي ولدي وظائف مرضية ورصيد مصرفي جيد حيث كانت رواتبنا معفاة من الضرائب.ثم فجأة ٬ خطرت لنا فكرة السفر الي كندا فقد كنا لا نريد العودة إلى الهند بعد أن عملنا لمدة عقدين من الزمن في دبي. لذلك قررنا التقدم بطلب الهجرة إلى كندا. وبعد بضعة سنوات من الانتظار ٬حصلنا على بطاقات الاقامة الدائمة.
عندما قلنا لأصدقائنا أننا ذاهبون إلى الاقامة في كندا ٬ حذرنا كثير منهم وروا حكايات مروعة عن المهاجرين الجدد هناك. وأخبرونا أن الكثير ممن لديهم مهارات عالية وخبرة ٬ والذين عملوا في مناصب إدارية في دبي أو الهند ٬ يعملون كسائقي أجرة أو عمال مصانع في كندا. وقالو لنا أيضا أنه اذا لم تحصل على وظيفة في مجالك ٬ سيكون عليك للعمل في رتبة مهنية أقل بكثير وأن ذلك سوف يؤذي بعمق احترامك لذاتك وصورتك الشخصية. في الواقع ٬ اقترح بعض الأصدقاء بأننا سنكون أفضل حالا اذا عدنا للهند حيث الدفئ العائلي. ولكننا ظننا أنهم كانو يخدعوننا فلم تكترث لنصائحهم.
وهكذا في أبريل من عام ٬2009 سافرنا من دبي الي تورونتو لبدء حياة جديدة ضد رغبات أصدقاء الأسرة. وكنا في عجلة من امرنا للعودة إلى الحياة المهنية السابقة لدينا. ولكن الأمر استغرق مني أكثر من بضع سنوات للحصول على رخصة للتدريس. ثم أنفقت المزيد من المال لتطوير مؤهلاتي ودفع رسوم عضوية النقابة. ثم اضطررت الى القيام بالكثير من العمل التطوعي وانتظرت ثم انتظرت وظيفة في مدرسة. لكن شيئا لم يحدث.
وهذا هو ملخص قصتي: حتى بعد مضى أربعة سنوات في كندا وتطوير مهاراتي واستخدام كل مدخراتنا ٬ فما زلت بلا عمل. في الواقع ٬ هذه هي قصة الآلاف من إخواننا المهاجرين. فالمجالس المدرسية تضرب كثيرا ويتم تسريح المعلمين. إنه وضع مخيف جدا لهم. ولكن مجالس المدارس مازالت تدرب المزيد والمزيد من المعلمين لكسب المال! معظم هؤلاء المعلمين عاطلون عن العمل أو يقومون بشغل وظائف تسد الرمق وتقتل ثقتهم بأنفسهم.أما زوجي ٬ الذي كان لديه ثلاثة عقود من الخبرة في العمل في البناء في دبي ٬ فقد اضطر إلى القيام بوظائف مختلفة لا تستحق الذكر. ان مطاردة ما يسمى الحلم الكندي قد انتهت الي استنفاذ كل مدخراتنا. لقد أمضينا بالفعل بضع مئات من آلاف الدولارات لنعيش حياة مناسبة وكي لا تفقد الرغبة في البقاء في هذا البلد الذي يعاني من نقص أي فرص في العمل. وبعد أن استنفذنا ما يقرب من كل مدخراتنا ٬ نحن لا نعرف الأن ما يجب القيام به بعد ذلك سواء بالبقاء هنا أو العودة. أصبحت حياتنا في حالة اعاقة.
نصيحتي للناس الذين يتلهفون علي الهجرة إلى كندا لتقديم مستقبل أفضل لأطفالهم هي: فكر مليا قبل أن تتخذ أي قرار ولا تخدع نفسك من خلال رسم صورة وردية في رأسك. قد ينتهي بك المطاف إلى العمل في المصانع ٬ ومراكز الاتصال ٬ والأجهزة الأمنية ٬ في تيم هورتون أو مصانع التعبئة. سوف تفقد مدخراتك. وقد تفقد ثقتك بنفسك واحترام الذات. سوف تؤدي التوترات الي تدمير حياتك
الزوجية والأسرية. وأخيرا ٬ إذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية ٬ قد تحصل على وظيفة تمكنك من الحياة في بدروم منزل بينما تدفع الايجار لصاحب المنزل ليسدد الرهن العقاري لمنزل سوف يمتلكه يوما.
واذا فكرت فور وصولك في شراء منزل بجزء من مدخراتك فقد يكون هذا هو الخطأ الأسوأ. فماذا سيحدث اذا فقدت وظيفتك, وهو أمر حدث بالفعل مع أحد أصدقائي, فكيف ستستطيع أن تدفع قسط الرهن العقاري؟ علي الأرجح سوف ينهار حلمك وسوف تدفن أسفله. وحتي اذا حصلت علي وظيفة , وعلي الأغلب لن تكون جيدة, فأقصي ماتستطيع فعله هو البقاء علي قيد الحياة ودفع الرهن
العقاري. سوف تستنفذ زهرة شبابك في ذلك. ان الأمر لا يستحق صدقني.ان صراعنا للبقاء علي قيد الحياة مستمر حتي اليوم, ولا نعلم مني سوف نتخلي عن هذا المشروع الفاشل ونعود الي الهند. هذه هي قصة الكثير من المهاجرين الي كندا.
0 التعليقات: