(رسالة من كندا)....لرينيه الحايك لا تنتظر جوابًا !!!
(رسالة من كندا)عمل روائي جديد للروائية اللبنانية “رينيه الحايك” تدور أحداثها في لبنان أثناء الإجتياح الإسرائيلي في ثمانينيات القرن العشرين. ترصد من خلالها، المؤلفة الجوانب المظلمة من الواقع قتقوم بإضائتها من خلال حياة أسرة لبنانية تتألف من الطبيب إنطوان وزوجته كارلا وأبناءهما الثلاثة، يقتل الأب في طريق عودته من المستشفى، وتبقى الأم وأولادها الثلاثة يصارعون الحياة ويحلمون بالهجرة إلى كندا. تحفل الرواية بمشاهد الحرب، وذكريات مؤلمة، وكأن الكاتبة تقول إن التكامل بين الوقائع والذكريات ما هو إلا إنعكاس للتكامل بين المتحاربين وتأثيرهما في البشر والحجر، حيث تتضامن الضحايا وتلتحم الجراح، ورينيه لا تقول ذلك مباشرة بل مداورة من خلال أحداث الرواية وحركة الشخصيات في الزمان والمكان، ولا سيما في شخصيتيَ كارلا الزوجة وروبير الإبن، مع أن الشخصيات الواردة في العمل هي ضحية الحرب سواء أكانوا داخل حدود الوطن أم في المغترب “… عندما إقتحم الجنود الملجأ إرتفع الصراخ والبكاء وإختلط بأوامر الجنود. البنادق مصوبة إلى الجميع، قال أحدهم “مخربون”، رفعوا أيديهم عالياً قبل أن يطلب منهم “إركعوا” سمع الجميع الأخت مونيك تصرخ بالعبرية، مرت بين الناس وأبعدت بندقية الجندي المشهورة بإتجاههم (…) كل من حاول الخروج من الملجأ لتفقد بيته إقتيد إلى الشاطئ حيث سيستمر في المكوث هناك لأيام, الرجال يقفون صفاً واحداً لعرضهم على مقنَعين، إن رنَ الجرس أثناء النظر إلى أحدهم يعتقل ، من ينجو بإمكانه أن ينظم لعائلته بعد حمله ورقة مطبوعة باللغة العبرية…” وبعد. (رسالة من كندا) مرآة لصمود اللبناني وإصراره على التمسك بحقه من جهة، وفضيحة أخلاقية للمحتل وممارساته من جهة ثانية.
0 التعليقات: