من هي سيدة كندا الاولى Sophie Gregoire-Trudeau
دأبت ابنة التلفزيون والإعلام على الظهور بأبهى حلة سياسية واجتماعية إبان الحملة الانتخابية الأخيرة الخريف الماضي في البلاد. وكزوجة تقليدية ظهرت صوفي غريغوار كمساندة وداعمة ومشجعة أولى لزوجها ورافقته في كل زياراته ولقاءاته الشعبية الحاشدة كما أنها لم تتوان عن تبادل القبلات علانية معه أمام الحشود, وهي لقطات شكلت مادة دسمة للقنوات التلفزيونية بلا شك. وكأم مثالية ظهرت صوفي غريغوار دوما برفقة أولادها الثلاثة ممسكة بيديها الصغيرين إيلا غريس مارغريت وآدريان وإلى جانبها ابنهما البكر غسافييه جايمس، وهذا الظهور لصوفي عزز كثيرا حظوظ زوجها بالفوز مكرسا جوستان ترودو الزوج الكندي المثالي والأب الكندي النموذجي. وقد قرّبت صوفي بحضورها الاستثائي زوجها الزعيم السياسي كثيرا من الناخبين الذين وجدوا أكثر ما وجدوا فيه قواسم مشتركة كثيرة على صعيد حياته الشخصية، هذه القواسم التي روّجت لها باحتراف ملحوظ زوجة الزعيم السياسي وأم أولاده الثلاثة صوفي غريغوار.
من هي هذه السيدة الأولى أبنة الأربعة عقود التي استطاعت أن تدخل كل القلوب وتعيد بملامحها الواثقة والصادقة الأمل بغد أفضل لكل الكنديين؟
من هواياتها الغناء باللغة السنسكريتية وهي لغة هندية قديمة، مولعة برياضة اليوغا وتدرسها للكبار والصغار.هي أبنة وحيدة لأم ممرضة وأب سمسار, ولدت في موتريال في العام 1975 ونشأت في حي الأثرياء في مون رويال وسط مونتريال وكانت على مقعد دراسي واحد مع شقيق جوستان ترودو الصغير ميشال. متتبعة نهج والدها, ستدرس صوفي العلوم التجارية أولا لتتجه بعدها إلى دراسة الإعلام وتخوض تجربة التلفزيون كمحررة ثقافية، هذا ولم تلمع أو يسطع نجم صوفي كثيرا في التلفزيون، بمعنى أنها لم تكن يوما مذيعة رئيسية. في العام 2005 ، اقترنت بجوستان ترودو الذي سيصبح زعيما للحزب الليبرالي الكندي في العام 2013 وريسا للوزراء في كندا في خريف 2015. ويذكر أن صوفي عانت من البوليميا في العشرين من العمر، الأمر الذي سيجعلها مهتمة بالأنظمة الغذائية وبتوعية الشباب على مخاطر سوء التغذية وكيفية المحافظة على التغذية السليمة.
صوفي غريغوار ناشطة نسائية من الطراز الأول، تشغلها كل قضايا المرأة وهي تحاضر في العديد من الموضوعات التي تخص المرأة كالبوليميا والصحة العقلية والعناية بالأطفال كما أنها ناطقة رسمية باسم العديد من المؤسسات والجمعيات التي تعنى بالمرأة والطفل.
وفي هذا الإطار تؤكد صوفي غريغوار بأنها لم تكن لتختار جوستان ترودو شريكا لو لم يكن مدافعا عن المرأة ومتبنيا قضاياها !
وقد استوقفني كلام لصوفي غرغوار جاء في سياق حوار أجراه معها تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية قد يعطينا صورة وافية عن شخصية هذه المرأة تقول السيدة الأولى في مقابلة لهيئة الإذاعة الكندية في رد على سؤال عن تعريفها بنفسها :
إننا هذا التراكم للآلام التي عشناها وتخطيناها, إن كل شخص في هذه الحياة عنده آلامه وأوجاعه، كل امرء يمر بأوقات صعبة وأنا شخصيا كنت محظوظة عندما مررت بهذه التجارب، لأنني كنت محاطة بأحباء وأصدقاء قدّموا لي الكثير من الحب وشجعوني على الإيمان بذاتي وقدراتي...إنني أفدت كثيرا من حبهم ووجودهم في حياتي، كما أفدت من وفرة الحب الموجود في داخلي لأتعرف إلى ذاتي أكثر ولأتخطى كل الصعاب التي عشتها...ولعلّ أكثر ما ساعدني هو أنني آثرت دوما الانفتاح على التغييرات كما كنت دوما أطمأن نفسي وأحفزها على المضي قدما وتجاوز أية عثرة...
وتختم صوفي غريغوار ترودو بالقول:
اليوم، بعدما ناهزت الأربعين من العمر، أستطيع أن أقول بأنني في سلام مع ذاتي ومع الآخر، إنني في سلام أيضا مع الانتقادات، مع كل شيء هو في الأصل لا يساوي شيئا عندما تعلم بأنك عندما ستستيقظ في الصباح، ستضع نصب عينيك هدفك وتجدد العهد على إعطاء أفضل ما عندك من حب وجهد وبذل وعطاء وستقف عند هذا الحد تاركا أو مهملا النتائج التي ستكون لأنها لا تخصّك، أنت تجتهد وتسعى وتقدّم ما عليك ولست معنيا إطلاقا بالنتائج لأنها حتما ستكون نتيجة لأعمالك ولكن أنت عليك بالأفعال والأعمال وليس ردود الأفعال والنتائج !
0 التعليقات: