المسلمون في كندا ...
كيف وصل الإسلام إلى كندا :
وصل الإسلام إلى كندا عن طريق الهجرة ، حيث بدأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ، فسجل إحصاء السكان في كندا سنة 1388 هـ – 1871م (13) مسلما ، ووصلت هجرات إسلامية إلى ولاية البرتا ، وولاية مانيتوبا ، وعاش المسلمون في مدنة ادمتون ولاك لابيش ، وفي سنة 1319هـ – 1901م وصل عدد المسلمين في كندا بين (300-400) نسمة ، وكان المسلمون المهاجرون من الأتراك والسوريين واللبنانيين ، وفي سنة 1329 هـ – 1911م وصل المسلمون إلى (1500) نسمة ، وكان أغلبهم من الأتراك وفي أثناء الحرب العالمية الأولى أعادت الحكومة الكندية معظم الأتراك إلى بلادهم بسبب الحرب بين بريطانيا وتركيا ، وشهدت الفترة الواقعة بين سنتي 1329هـ- 1371هـ / 1911 – 1951م نموا بطيئا في الهجرة الإسلامية إلى كندا ، وسجل إحصاء سنة 1350هـ – 1931م (645) مسلما معظمهم من السوريين واللبنانيين ، غير أن أهم الهجرات الإسلامية إلى كندا أتت بعد الحرب العالمية الثانية خصوصا بعد سنة 1371هـ -1951م فوصل عدد المسلمين بكندا في سنة 1393هـ – 1973م حوالي (83) ألف نسمة ، ومعظم المهاجرين من الشباب ، التحقوا بأعمال يدوية ، كعمال غير مدربين ، وقدرت بعض المصادر الإسلامية عددهم في أواخر التسعينات من القرن الهجري الماضي بـ (100) ألف نسمة ، لكن قدر الشيخ يوسف شلبي رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بكندا بـ (200) ألف نسمة في سنة 1400هـ – 1980م ، وقدرهم في سنة 1988م مكتب رابطة العالم الإسلام في تورنتو بكندا بحوالي ½ مليون مسلم ، ومعظم المسلمين سنيين ، وعندما اشتد طلب كندا على الأيدي العاملة ، زادت الهجرات الإسلامية إليها ، والعناصر المسلمة المهاجرة من أفضل العناصر المثقفة والمدربة مهنيا فحوالي (50%) من المهاجرين بعد الحرب العالمية الثانية من ذوي المهن الفنية ، لذلك يعمل قطاع كبير من هؤلاء في الصناعة ، وينال المسلمون تقدير واحترام المجتمع الكندي ، ويمارس المسلمون بكندا شعائر الإسلام ويؤدون فرائض العقيدة في ظل حرية الأديان .
مناطق المسلمين بكندا :
يعيش المسلمون في 36 مدينة من مدن كندا وينتشر المسلمون في معظم الولايات الكندية ، فأكبر تجمع في ولاية أونتاريو ، ثم في ولاية كوبيك وولاية البرتا ، وكلومبيا البريطانية ، وولاية مانيتويا ، وولاية سكاسكانشوان ، ونوفاسكوشيا ، ونيوفوندلاند ، وتضم هذه الولايات معظم الأقلية المسلمة ، حيث يعيش في ولاية أونتاريو وحدها نصف عدد المسلمين في كندا ، يعيش أغلبهم في تورنتو ويعيش أبناء الأقلية المسلمة في ولاية كوبيك ، معظمهم في مدينة مونتريال ، وفي ولاية البرتا يعيش معظمهم في مدينة أدمنتن ، وكالجاري ولاك لابيش ، وتنتشر أعداد أخرى في ساسكتشوان ، وفي الولايات البحرية والمقاطعات الشمالية من كندا ، ويتكون المسلمون بكندا من عدد العناصر المهاجرة من العالم العربي ، ومن لبنان ، وسوريا ، والأردن ، ومصر ، وفلسطين ومن الصومال ، ومن باكستان ، وبنجلاديش ، وتركيا ، وإيران ، ومن عناصر من شرقي أفريقيا ، ومن أوروبا الشرقية ، وهناك عناصر مسلمة من البحر الكاريبي ، والهجرات الإسلامية الحديثة إلى كندا معظمها من المثقفين والحرفيين ، فهناك نخبة ممتازة من الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين ، فالهجرة الإسلامية الحديثة أتت بكثير من الشباب المسلم المثقف ، وحصل معظمهم على الجنسية الكندية ، ذلك أن كندا تشجع هجرة العقول والمهن ، أما الهجرة الإسلامية القديمة بكندا فهي في طريق الضياع والتلاشي بسبب الزواج المختلط ، وخروج أجيال ضائعة نتيجة هذا الزواج ، ونتيجة ضعف هذه الأجيال أمام التحديات ، وقد عوض هذا دخول أعدادا من الكنديين في الإسلام .
أحوال المسلمين بكندا :
معظم المسلمين بكندا سنيون ، وهناك بضعة آلاف من الشيعة الإسماعيلية ويعمل المسلمون بكندا في قطاعات متعددة ، مثل قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات ، والحرف الأولية ، وهناك عدد من المسلمين يعمل في المهن المتقدمة كأطباء وأساتذة بالجامعات الكندية ، ويحافظ المهاجرون الجدد من المسلمين على تقاليدهم وعاداتهم الإسلامية ، وإقامة شعائر الإسلام ، وليست هناك أية عقبة تحول دون ذلك ، فحرية العقيدة مكفولة للجميع ، ويمارس المسلمون بث الدعوة الإسلامية عبر الإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات فلا توجد قيود على الأنشطة الدينية .
المؤسسات والهيئات الإسلامية :
أولا : المساجد :
أنشئ أول مسجد في كندا في سنة 1357هـ – 1938م في مدينة ادمنتون عاصمة ولاية ألبرتا ، حيث كانت تعيش جالية مسلمة لبنانية من عشرين أسرة وتكونت جمعية المسلمين العرب ، واكتمل بناء المسجد في نوفمبر 1938م . وبزيادة عدد المسلمين المهاجرين إلى كندا زاد عدد المساجد وأماكن الصلاة .
مساجد ولاية انتاريو :
في مدينة تورنتو يوجد العديد من المساجد منها مسجد جمعية تورنتو الإسلامية حيث اشترت كنسية قديمة وحولتها إلى مسجد ، ونشب خلاف بين المهاجرين القدماء من الأقلية المسلمة والمهاجرين الجدد ، وتدخل المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود فدفع مبلغ (125.000) دولار لشراء المسجد من أعضاء الجمعية القدماء وشكلت جمعية حديثة لإدارة المسجد الجامع بتورنتو ، وتقام في المسجد صلوات الجماعة ، وتلقى به الدروس الدينية ، وفي تورنتو مسجد آخر أقامته جمعية المركز الإسلامي ، ومسجدها أصغر من الجامع السابق ذكره ، وتبرز أهميته في وجوده بحي آخر ، وهناك تعاون بين المشرفين على المسجدين بتورنتو ، ويوجد مسجد المؤسسة الإسلامية ، والمسجد الكرواتي ، ومسجد النور ، ومسجد المدينة بالإضافة إلى عدة مصليات وفي مدينة اوتاوا ، مركز متواضع للصلاة ، أقامته جمعية أوتاوا الإسلامية وشرعت الجمعية في بناء مسجد حديث على وشك الانتهاء ، وألحقت بتصميمه مدرسة لتعليم أبناء المسلمين وساهم المغفور له الملك فيصل بمبلغ (54.000) دولار دفعت في سنة 1394هـ- 1974م .
وفي مدينة هاملتون ، اشترت جمعية هاملتون الإسلامية خمسة هكتارات خارج المدينة لبناء مسجد ومركز إسلامي ومدرسة ومقبرة ، وفي مدينة لندن بنت جمعية مسجد لندن مسجد في سنة 1385هـ – 1965م . وفي مدينة وندسر مسجد ، وشرعت جمعية وندسر الإسلامية في تشييده منذ سنة 1380هـ- 1960م ، وهناك عدة مواضع للصلاة في مدن كنجزتون ، هسبلر وثندربي .
مساجد ولاية كوبيك :
الولاية الثانية من حيث عدد الأقلية المسلمة بكندا ، ففي سنة 1382هـ-1962م استأجرت جمعية المركز الإسلامي بكوبيك شقة في وسط مدينة مونتريال واستخدمتها كمصلى ، ثم شرعت في بناء مسجد في مونتريال ، وتم البناء سنة 1392هـ-1972م ، وأقيم المسجد بالجهود الذاتية ، وألحقت بالمسجد مدرسة ومركز إسلامي وناد للمسلمين ، ولقد زاد عدد المساجد في مونتريال وتشكل لرعايتها إتحاد وبدأ دوره مع الاتحاد الإسلامي .
مساجد ولاية ألبرتا :
في هذه الولاية أقدم جمعية إسلامية بكندا في مدينة أدمنت وهي جمعة المركز الإسلامي الكندي ، وبنت أقدم مسجد في كندا في سنة 1357هـ- 1938م . وأطلق عليه مسجد الرشيد ، وبدأت الجالية في إنشاء مسجد جديد منذ بضعة سنوات ، والجالية المسلمة في أدمنت في حالة سيئة من الناحية العقائدية ، لذا فهي في حاجة ماسة إلى إمام نشيط يحارب ظاهرة الزواج المختلط والاندماج في المجتمع الكندي ، وفي أدمنت مركز إسلامي ، وألحق بالمسجد والمركز مدرستان . وفي مدينة كالجاري جمعية كالجاري الإسلامية ، تأسست في السبعينات من القرن الهجري الماضي ، والجالية المسلمة هناك من أنشط الجاليات بكندا ، ولقد اشترت الجمعية كنيسة وحولتها الى مسجد في سنة 1380هـ -1960م ، وبنت مسجدا جديدا على مساحة (8000) متر مربع ، وألحقت به مدرسة ومكتبة وصالة للاجتماعات ، وفي مدينة لاك لابيش تشكل الأقلية المسلمة نسبة عالية بين سكان البلدة . وأسست الجالية المسلمة جمعية لاك لابيش الإسلامية العربية في سنة 1377هـ – 1957م وبنت الجمعية مسجدها في العام التالي ، وألحقت مدرسة بالمسجد في سنة 1382هـ-1962م .
مساجد ولاية كولومبيا البريطانية :
عدد الأقلية المسلمة بهذه الولاية يقارب عددهم في ولاية ألبرتا ، ونصف أفراد الجالية المسلمة في مدينة فنكوفر ، وتأسست بها جمعية كولمبيا الإسلامية منذ أربعين سنة ، ويشرف عليها مسلمو جزر فيجي المهاجرون إلى كندا ، وأنشأت الجمعية منذ تأسيسها مركزا مؤقتا للصلاة ، وهي بصدد بناء مسجد ومركز إسلامي حديث بمدينة فنكوفر ، وفي مدينة فكتوريا جمعية إسلامية أنشأت مركز مؤقتا للصلاة ، كذلك يوجد مركز للصلاة في مدينة كاملوبس .
مساجد الولايات الأطلسية :
تأسست بهذه الولاية جمعية الولايات البحرية الكندية الإسلامية ، في ولاية نوفاسكسشيا ومركزها في مدينة دارتمون ، واستأجرت شقة كمركز تقام فيه الصلاة ، وألحقت بهذا المركز مدرسة إسلامية هي جمعية مسلمي الأرض الجديدة ، ومركزها في عاصمة الولاية مدينة جونز وبها مركز للصلاة ، وهناك مركز ومسجد إسلاميا في مدينة هاليفكس .
مساجد مانيتوبا :
تكونت جمعية إسلامية في مدينة وينبج منذ أكثر من ثلاثين عاما ، وشرعت في بناء مسجد في وينبج ملحق به مركز إسلامي ، وهناك مركز إسلامي ومصلى بمدينة براندون .
مساجد ولاية سسكتشوان :
تعيش نصف الاقلية المسلمة بهذه الولاية في مدينة رجنيا ، وتكونت بالولاية جمعية سسكتشوان الإسلامية ، ولها فرع في مدينة رجنيا ، وآخر في سسكتون ، واشترت الجمعية منزلا في رجينيا ، واستخدم كمركز إسلامي ومسجد ، وفي سسكتون مركز ومقر للصلاة .
—-
ثانيا : المراكز والهيئات الإسلامية بكندا :
يبلغ عدد المؤسسات والهيئات والجمعيات في كندا 96 ، تنتشر في 36 مدينة كندية . وجاءت أولى المحاولات لتأسيس مراكز إسلامية بعد الحرب العالمية الثانية ، وتطورت أعدادها حتى وصلت الآن إلى 35 مركزا إسلاميا.
اتحاد الجمعيات الإسلامية :
يوجد فرع بكندا من اتحاد الجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة وأطلق على الاتحاد اسم : اتحاد الجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة وكندا ، وتأسس هذا الاتحاد في سنة 1374هـ – 1954م ، واشتركت فيه 28 جمعية إسلامية ، ثم تكون اتحاد الجمعيات الإسلامية في كندا بعد سنة 1392هـ – 1972 م وانفصل عن اتحاد الولايات المتحدة ، وأصبح اسمه مجلس الجمعيات الإسلامية بكندا ، وأهدافه إيجاد تعاون بين الجمعيات الإسلامية في كندا وتنسيق العمل الإسلامي وإيجاد جبهة إسلامية موحده وإدارة البرامج المشتركة ونشر الدعوة وإصدار مجلات وصحف إسلامية ، وتوحيد مناهج الدراسة لأبناء المسلمين ، وللمجلس دستور وضع في سنة 1393هـ- 1973م ، وله مجلس تنفيذي منتخب ، ويمثل كل جمعية مندوب عنها ، وتتفرع من المجلس عدة لجان ، وأصبح لاتحاد الجمعيات الإسلامية بكندا 35 مركزا إسلاميا موزعة على أنحاء كندا ، وهناك تعاون بين مجلس الجماعات الإسلامية بكندا ، فالمجلس عضو في اتحاد الجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة وكندا ، ويتعاون مع اتحاد الطلاب المسلمين بالولايات المتحدة وكندا . وقد عقد مجلس الجماعات الإسلامية في كندا مؤتمره في مدينة لندن بكندا في 15و16/1/1408هـ واتخذ المؤتمر عدة قرارات في صالح الجماعات السلامية منها : وقف الحرب العراقية الإيرانية ، وقف انتهاك حرمة المسجد الأقصى ، واحتلال إسرائيل لجنوب لبنان ، وحل مشكلة أفغانستان.
أهم الجمعيات والمراكز الإسلامية بكندا :
في مدينة تورنتو ، جمعية تورنتو الإسلامية ويتبعها فرع نسوي ” جمعية النساء المسلمات ” ، وهناك جمعية المركز الإسلامي بتورنتو ، ومركز اتحاد الطلاب المسلمين بجامعة تورنتو، وبالمدينة جمعية إسماعيلية ، وأخرى اثنا عشرية ، وفي أوتاوا جمعية أوتاوا الإسلامية ولها قسم نسائي للشبيبة ، وفي مدينة هاملتون ، «جمعية هاملتون الإسلامية» ، وبهاملتون جمعية باكستانية إسلامية ، وفي مدينة لندن جمعية مسجد لندن ، وفي مدينة وندسر «جمعية وندسر الإسلامية» ، وفي برانتفورد «جمعية برانتفورد الإسلامية» ، وفي كامبريدج ، «جمعية كامبريدج الإسلامية» ، وهناك جمعية أخرى في مدينة كنجستون ، وفي ثاندربي جمعية شمال غرب أنتاريو الإسلامية .
في ولاية كوبيك :
توجد جمعية المركز الإسلامي في كوبيك ، ومقرها في مدينة مونتريال في ضاحيتها سان لوران ، ولاتحاد الطلاب المسلمين مركز في جامعة ماكغيل.
في ولاية ألبرتا :
توجد «جمعية ادمنتن الإسلامية» ، وهي أقدم جمعية إسلامية بكندا ، وتسمى هذه الجمعية المركز الإسلامي الكندي ، وفي كالجاري ، « جمعية كالجاري الإسلامية» ، وفي مدينة لاك ،« جمعية لاك لابيتش- العربية الإسلامية» .
في ولاية كولومبيا البريطانية :
في مدينة فنكفر،« جمعية مركز كولومبيا البريطانية الإسلامية» ، وفي مدينة فكتوريا ،« جمعية المركز الإسلامي» .
في الولاية البحرية :
توجد« جمعية الولايات البحرية الإسلامية»، ومقرها في مدينة دارتموت بولاية نوفاسكوشيا ، وهناك جمعية مسلمي نيو فونلاند ، في مدينة سانتجونز.
ولاية سسكتشوان :
توجد «جمعية سسكتشوان الإسلامية» في مدينة رجينيا ، ولها فرع في مدينة سسكتون ، وفرع ثالث في بلدة كورنت.
في ولاية مانيتوبا :
توجد « جمعية مانيتويا االاسلامية» في مدينة وينبج .
ثالثا: التعليم الإسلامي :
تعترف كندا بحرية الأديان ، ولهذا يمارس المسلمون شعائر دينهم دون قيود وتنتشر المدارس الإسلامية الملحقة بالمساجد ، ويمارس معلمو تعليم أطفال المسلمين قواعد الإسلام ، وتحفيظ القرآن الكريم ، كما تدرس بها اللغة العربية ، وتلقى الدروس الأسبوعية في أثناء العطلة ، ففي مسجد الجمعية الإسلامية بمونتريال مدرسة إسلامية يتلقى بها حوالي 40 تلميذا قواعد الإسلام في دروس العطلة الأسبوعية ، ويتطوع لتعليمهم بعض أفراد الجالية ، ولقد تم بناء مدرسة إسلامية نموذجية في مدينة تورنتو وتضم مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة ، وفي مدينة دارتموث بنوفاسكوشا مدرسة ملحقة بمسجد المدينة على غرار النمط السابق ، وفي ولاية انتاريو مجموعة من المدارس الملحقة بالمساجد تمارس مهمة تعليم قواعد الإسلام في دروس أسبوعية ، فيتلقى حوالي 70 طفلا تعليمهم بمسجد الجمعة الإسلامية بمدينة تورنتو ، ويقوم بالتعليم 5 مدرسين متطوعين من أفراد الجالية ، وبمسجد المركز الإسلامي بتورنتو يتلقى حوالي 145 طفلا تعليمهم الإسلامي ، وأيضا في مدن لندن ، ووندسر وكنجستون ، ونبيج ، وادمنتن ، وكالجاري ، وفنكوفر ، وفكتوريا ، وهكذا يمارس التعليم الإسلامي بمدارس ملحقة بالمساجد ، إلا أن هذه المدارس أسبوعية فقط ، وتقتصر الدروس على العطلات الأسبوعية ، وهذا غير كاف لتلقين أبناء المسلمين قواعد دينهم ، كما أن هذه المدارس تعمل دون مناهج محددة وواضحة ، وكذلك وضع هيئات التدريس فكلهم من المتطوعين الذين تنقصهم الثقافة المتعمقة ، لذا فالأمر يحتاج إلى إعادة النظر في مناهج هذه المدارس واختبار المعلمين ورصد الميزانيات ، وتوحيد الكتب ، وتعديل الجرعات العلمية بما يتفق ووضع المسلمين في كندا .
المطبوعات الإسلامية :
تصدر عدة مطبوعات باللغة الإنجليزية ، وأيضا بالعربية تهدف إلى تدعيم الصلة بين المسلم ودينه ، وتقوية الصلات بين المسلمين بكندا ، ومن أبرز هذه المطبوعات (إسلام كندا) وتصدر دورية شهرية منذ سنة 1392هـ – 1972م .
الأحوال الاقتصادية للمسلمين بكندا :
يتمتع المسلمون في كندا بدخول لا بأس بها ، فحوالي ثلث القوة العاملة من أبناء الأقلية المسلمة يعملون في مهن تخصصية ، والثالث الثاني من أبناء الأقلية المسلمة العاملين بكندا من العمال الفنيين ، ويستغلون في الصناعات التحويلية ، والصناعات الثقيلة ، ويمثل القطاعان السابقان قرابة 66% من جملة القوى العاملة من أبناء الأقلية المسلمة بكندا ، لذلك يتمتعون بدخول عالية نسبيا ، أما الثلث الباقي من العاملين من أبناء الأقلية المسلمة بكندا ، فيشتغلون في حرف مختلفة ، لذلك دخولهم منخفضة ، وهذه المجموعة تعاني من تدني الدخول ، ويقاسي أبناء الأقلية المسلمة العاملون بعض الصعوبات ، منها التفرقة في العمل ، وحرمانهم من بعض الحقوق المدنية ، فهناك بعض العمال الموسميين يتعرضون لبطالة في مواسم من السنة ، ولا يتمتعون بحقوق العامل الكندي الجنسية في هذا المجال ، وغير مسموح لهم بالمشاركة في الدورات التدريبية لتحسين المهارة في مجال التخصص ، والكثير منهم لا يتمتع بعضوية النقابات العمالية ، ويحرمون من حقوق العامل الكندي في التأمينات الاجتماعية.
مشكلات المهاجرين الجدد :
تبرز عدة مشكلات أمام المهاجرين الجدد بكندا ، منها مشكلات لغوية وثقافية ، ودينية ، فلكي يتكيف المهاجر المسلم مع البيئة الجديدة ، لابد له من معرفة اللغة الانجليزية ، كما لابد من تكيفه مع أسلوب الحياة الكندية .
ومن مشكلات الشعور المعادي للمسلمين والذي بني على مفاهيم خاطئة روجت لها الصهيونية والصليبية ، ومن المشكلات التي تعترض المهاجرين الجدد من الأقلية المسلمة ، مسألة التكيف مع البيئة الجديدة التي تختلف تماما عن بيئة موطن المهاجر في القيم والمثل ، ونظم الحياة الاجتماعية .
التحديات :
تنقسم إلى نوعين :
أولا :
تحديات تنبعث من داخل مجتمع الأقلية المسلمة ، وهذه تتمثل في بعض السلبيات ، مثل التعصب للقومية ، أو العنصر ، أو القبيلة ، أو القرية ، فكل جماعة تنمي إلى عنصر معين تشكل مجتمعا منعزلا عن باقي أفراد الأقلية المسلمة ، وهذا مناف لمبدأ الأخوة الإسلامية ، كذلك التعصب المذهبي من الأمور التي تنعكس على أحوال الأقلية المسلمة فلكل جماعة قومية أو عنصرية مؤسساتهما الإسلامية ، وهذا يؤدي إلى تفتيت وحدة الأقلية المسلمة في بيئة المهجر وتنعكس هذه الصور على المؤسسات التعليمية للأقليات المسلمة ، فلكل جماعة مدارسها ومناهجها ولغتها ومطالبها ، وهذا يضعف من كيان الجماعة المسلمة ومن التحديات ضعف الإمكانيات المادية التي تعرقل سير المؤسسات الإسلامية .
ثانيا :
تحديات خارجية : تتعرض الأقلية المسلمة في كندا إلى معوقات خارجية تتسلط عليها في بيئة المهجر مثل عداء اليهود ، ففي كندا حوالي ربع مليون يهودي ، يعيش أغلبهم في مدينتي مونتريال ، وتورنتو ، ويسيطر اليهود على وسائل الإعلام في المدينتين ، يضاف إلى هذا سيطرتهم الاقتصادية ، ولهذه السيطرة اليهودية آثار سيئة في إثارة الشعور المعادي للإسلام في المدينتين السابقتين ، ولقد تعرض المسلمون للكثير من المضايقات اليهودية في مونتريال وتورنتو ، ففي مدينة تورنتو وضواحيها أكثر من ربع الأقلية المسلمة بكندا خصوصا في مدينة تورنتو ، ومن التحديات ما تقوم به طائفة القاديانية ، فرغم قلة عددهم في كندا إلا أن لهم مركزا في مدينة تورنتو ، ولهذا المركز نشاط كبير في بعث العداء للمسلمين . وهناك الدس الرخيص المباشر من جانب بعض الهيئات الصليبية خصوصا في الجامعات ، حيث تستقطب بعض الشباب المسلم للدراسات العليا مثل جامعة ماك غيل بمونتريال ، ففي هذه الجامعة قسم للدراسات الإسلامية ، أسسه المستشرق “ولفرد سميث” في سنة 1372هـ – 1952م ، ويدرس بهذا القسم بعض الطلاب المسلمين للحصول على الدكتوراة ، فكل ما يصدر عن هذا القسم من مطبوعات ينضح بالحقد على الإسلام والمسلمين .
0 التعليقات: